بالتزامن مع فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب 2022، فى دورته الـ53، صدر كتابان جديدان عن ( وكالة الصحافة العربية – القاهرة ) للكاتب الصحفي الدكتور خالد محمد غازي في مجال الصحافة الالكترونية.. الكتاب الأول (صحافة الخط الساخن.. أطر قديمة وأخرى مستحدثة) حيث يتساءل هل تقدم الصحافة الإلكترونية العربية عمومًا بديلًا مجانيًا حقيقيًا للصحف التقليدية “الورقية” حتى وإن كانت هذه الصحف مجانية ؟
هذا التساؤل المشروع في حال قياسه على معدلات توزيع الصحف في العالم العربي سيعطينا صورة صادقة حول غياب رفاهية امتلاك الصحف وقراءتها عبر الوسيط التقليدي بالقراءة المؤطرة بالورق والأحبار والمطابع، وفي النهاية برقم ما موضوع على خانة سعر النسخة، ربما لا يمتلكه من يريد المعرفة أو يمتلكه من يزهد فيها.
ومن خلال متابعة ورصد المعلومات المتاحة حول النشر الإلكتروني يتأكد لنا أن واقعه الحالي بحاجة إلى تطوير في مضمون الرسالة، وقد تغلب في الحقيقة على منافسه التقليدي الورقي في التوسع والانتشار، إلا أنه على الرغم من كل ما قيل عن المنافسة والتوسع والإحلال وغيرها من المصطلحات التفاؤلية لتحولات هذا الواقع يظل عائق الوصول إلى أكبر شريحة من المستخدمين عن مجانية المعلومات لا مجانية الدعم الفني حائلًا دون تطور هذا النوع من الصحافة في عالمنا بما يلائم حاجة المستخدمين إليه مع إضافة مهمة هي أن مصطلح “مستخدم” هنا يعني قارئ المعلومة ومنتجها في آن واحد.
والكتاب يقع في مقدمة وسبعة فصول تناولت :الصحف المطبوعة والإلكترونية.. واقع وتحولات- تحديات وحلول أمام الصحافة الإلكترونية العربية -حرية الرأي.. حرية الصحـافة – المدونات بريق يضىء مواقع التواصل-الصحف الالكترونية والتسويق السياسي -السلطـة السياسية وصحافة الخط الساخن -الرقابة الصحفية.. ضبط الحريات. ويقع الكتاب في نحو ( 217 ) صفحة من القطع الكبير.
أما الكتاب الثاني فجاء عنوانه (الصحافة الالكترونية والتقنية الرقمية.. مفاهيم تأسيسية عربية ) حيث يؤكد أن الإنترنت أحدث تغييرًا في مفهوم العمل الصحفي، وظهر ما يعرف باسم الصحافة الإلكترونية التي كان إرهاص نشأتها بداية السبعينيات، وكانت نتاج امتزاج الإعلام بالتقنية الرقمية، وبرغم عمرها القصير فقد حققت ما حققته الصحافة المطبوعة في عشرات السنين، وتمكنت من تقديم مكاسب عديدة إلى المهنة الإعلامية وإلى جمهور القراء وكذلك لمستويات أخرى من المستفيدين مثل المعلنين والطبقة السياسية والنخب الثقافية وسواهم، لكن هذه المكاسب ارتبطت – وما زالت – بتطور التقنية وانتشارها وبطبيعة الجمهور الذي يستخدمها.
إن كثيرًا من الباحثين جنحوا مبكرًا إلى الحديث عن هزيمة الصحافة التقليدية ونهاية عصرها، فلم يعد مفهوم الصحافة حكرًا على المؤسسات الصحفية بالمعنى التقليدي في الصحافة المطبوعة، لذلك فإن الصحيفة الإلكترونية يجب أن تتميز بالاستقلال التام عن الصحف المطبوعة،ويمتد الاستقلال ليشمل جميع المراحل بدءًا من التخطيط لإنشاء الموقع وأهدافه إلى تحرير المادة الصحفية، وتصميم الصفحات ونشرها على الشبكة.
ويضم الكتاب بين دفتيه مقدمة سبعة فصول وخاتمة تناول من خلالها: الإنترنت وسيط للصحافة الإلكترونية-الصحافة الإلكترونية.. جدل المصطلح والدلالة – أنماط متعددة للصحف الإلكترونية العربية- سمات الصحافة الإلكترونية العربية -الصحافة الإلكترونية وتشريعاتها العربية-أخلاقيات النشر ومواثيق الشرف المهنية.
*المصدر: التنويري.