قصص العظماء مع دعاء رباح – الحلقة الأولى
سحر الهاشمي
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/325827184″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
لكل حدث تاريخي جلل وكل موقف عظيم مشرف كان وراءه شخصية مبادرة تؤمن بقدرتها على قهر ما اصطلح الناس على تسميته بالمستحيل.
اهلا وسهلا بك عزيزي المستمع اهلا وسهلا بك عزيزتي المستمعة في أولى حلقاتنا من برنامجكم قصص العظماء ومع سحر الهاشمي وجمهورية القهوة.
ولدت سحر عام 1968 عاشت في ايران حتى بلغت من العمر اثني عشر عاما ثم اندلعت الحرب العراقية الإيرانية فقرر والدها ان يصحبها واسرتها الى إنجلترا واكملت تعليمها في إنجلترا الى ان حصلت على شهادة الحقوق وعملت في شركة قانونية لمدة اربع سنوات وذات يوم قالت لاصدقائها في العمل انا لا استمتع بعملي فردو عليها بسخرية ان الشركة تدفع لك لتعملي لا كي تستمتعي فردت قائلة ولما لا اعمل واستمتع في نفس الوقت؟
بقيت سحر في عملها هذا حتى توفي والدها عام 1994 فقررت ترك عملها والسفر الى الارجنتين وقضت هناك خمسة اشهر ثم عادت لانجلترا مرة ثانية لكنها لم توفق في عملها فقررت ان تسافر لزيارة اخيها الذي يعمل في نيويورك مستشارا في احد البنوك فسافرت والتقت باخيها وذات يوم وهي جالسة في احد المقاهي أمريكا تنتظر وصول قهوتها اذ جاء بخاطرها فجأة كم تشتاق وهي في لندن الى مثل هذه القهوة المنعشة اللذيذة وتساءلت لماذا لا اجد مثل هذه القهوة هناك حيث أعيش واعمل ان إنجلترا على اتساعها لا يوجد فيها مقهى واحد يقدم القهوة الامريكية باحترافية وقالت في نفسها لم لا أقوم انا بهذا المشروع قرر اخوها مشاركتها في هذا المشروع فعادت الى إنجلترا وبدات في مذاكرة كيف تبدا مشروعا استثماريا جديدا ودرست حال السوق حتى توصلت الى حقيقة هامة وهي ان اهل لندن لا يحصلون على قهوة عالية الجودة إضافة لذلك وهي ان الانجليز وبرغم شهرتهم الطاغية في شرب الشاي والتي صارت جزءا مهما في تراثهم وادبياتهم باتوا اقل شربا للشاي خاصة مع انفتاح المجتمعات على بعضها مما أعطاها مؤشرا مبدئيا على تقبل السوق لهذه الفكرة الجديدة ثم انتقلت للخطوة التالية وهي البحث عمن يمول المشروع تقول سحر حين بدانا لم يكن هناك هذا الكم من المعلومات والمساعدات المتوفرة اليوم لقد بذلنا جهدا شاقا كي نقنع انفسنا واصدقاءنا وممولينا والمستهلكين والجميع بجدوى الفكرة لقد كان الامر بمثابة تسلق مرتفع حاد بل لقد كان تحديا كبيرا
كانت سحر تحتاج لمبلغ 90 الف جنيه إسترليني لتبدا مشروعها تمكنت من المحاولة العشرين الحصول على من يمول لها مشروعها
في عام 1995 أي بعد مرور عام على ورود الفكرة لسحر الهاشمي كان افتتاح اول مقهى وكان باسم جمهورية القهوة
اعتمد المقهى على تقديم اكثر من نكهة قهوة تلائم الرغبات المختلفة للشاربين من قهوة ذات زبد كثيف لاخرى بدون ومن تلك بطعم الموكا لتلك بنكهة العسل والقرفة المشكلة التي واجهت سحر هو التزاماتها المادية تجاه البنك اذ كان لا بد ان تجني أرباحا يومية لا تقل عن 700 جنيه إسترليني لتفادي الخسائر وطوال 6 شهور الأولى من افتتاح المقهى كان الدخل اليومي لا يتجاوز 200 جنيه ومعظم الزوار من الأقارب
استطاعت في السنة الثانية أي عام 1996 من افتتاح المقهى الثاني في وسط لندن ما دفعها في عام 1997 تحويل مشروعها الى شركة ساهمة وطرحت الأسهم في البورصة ما عاد عليها بمبلغ 8.5 مليون جنيه إسترليني
وفي يوليو 2000 تم طرح المزيد من الأسهم ليجمعا مليون جنيه إسترليني تم توجيهها في افتتاح 40 مقهى جديد في عام واحد ليصبح اجمالي عدد المقاهي 82 مقهى خلال خمس سنوات من تاريخ البدء
والعجيب في قصة سحر هو انها لم يكن لديها أي فكرة عن القهوة قبل بداية مشروعها وتقول في هذا الصدد: لا خطا في ان تبدا مشروعك دون ان تمتلك عنه خبرة ومعرفة عنه لان عدم وجود معرفة سابقة سيفتح لك المجال بالتفكير بحرية وطلاقة
وفي عام 2001 تنحت سحر عن دورها في الجمهورية لتتحول كاتبة والفت كتابا يحمل اسم الكل يستطيع ان يفعلها كيف اسسنا جمهورية القهوة من على طاولة المطبخ فنال هذا الكتاب العديد من الجوائز والترشيحات وترجم الى ست لغات كما تم اختيار سحر ضمن اكثر من مئة سيدة ذات تاثير في المجتمع الإنجليزي ونالت العديد من الألقاب.
فعلى الجميع ان يؤمنوا بان احلامهم قابلة للتحقيق كل ما علينا القيام به هو ان تتوقف عن التفكير بمشروع ما وتباشر العمل الفعلي لتحقيقه
ونختم ببيت الشعر الذي يقول: اذا القوم قالوا من فتى خلت انني عنيت فلم اكسل ولم اتبلد
والى هنا اعزائي المستمعين نكون قد توصلنا الى نهاية حلقتنا على امل ان نلقاكم في حلقة جديدة معكم من الاعداد والتقديم دعاء رباح ومن الهندسة الصوتية الزميل محمد عبدالله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.