المقالاتفكر وفلسفة

قراءة وصفيَّة لمرجعيَّات مشروع محمد مفتاح النقدي من المرحلة الاجتماعيَّة الانعكاسيَّة إلى المعرفيَّة النسقيَّة

النقد

مقدمة توضيحية

 إن البحث في مرجعية محمد مفتاح تتطلب من الباحث، إحاطة واسعة للمكتبة العربية والإنجليزية والفرنسية نظرا للكم الهائل من الكتب التي شكلت الأرضية والخلفية في تأسيس مشروعه النقدي ، وما دام إمكانية الرجوع إلى كل هذه الكتب في ظرف وجيز مستحيلة ، وأنه يقتضي من الباحث أن يكون متقنا للغات الكتب المعتمدة لدى مفتاح، فإننا في دراستنا هذه، اكتفينا نهج منهج إحصائي وصفي ، يعقبه إحصاء استنتاجي انطلاقا من قائمة مصادر ومراجع كتبه، ثم حصر عددها باللغة العربية وباللغة الإنجليزية والفرنسية والمجلات المختلفة في كل كتاب على حدة، ثم تفيئيها وتوزيعها على العقود حسب تاريخ إصداراتها لنقوم بعدها بعملية التفسير والتعليل والاستنتاج وإصدار الأحكام أحيانا إن تطلب الأمر ذلك .

 ولقد سلكنا الخطوات التالية، بعد هذه المقدمة المختزلة، قدمنا مدخلا موسعا نسبيا، اعتبرناه أرضية تساهم في إضاءة الخطوات التطبيقية التي تلتها، إذ مس هذا المدخل الاختيارات الكبرى لمحمد مفتاح، وما يميز مشروعه، فاستراتيجيته ثم تحقيبه وفي القسم الثاني خصصناه للجائب التطبيقي، حيث انطلقنا مما وصلنا إليه في العملية الإحصائية الوصفية والاستنتاجية من مرجعيات وربطها بكل مرحلة من مراحل التحقيب لمشروع مفتاح الذي تبنيناه على الشكل التالي:

 مرجعية المرحلة الاجتماعية الانعكاسية؛

 مرجعية المرحلة الوظيفية؛

مرجعية المرحلة الجمالية؛

مرجعية المرحلة الدينامية؛

 مرجعية المرحلة المعرفية النسقية؛

المدخل / الأرضية.

  1. اختيارات مفتاح

 إن رهان مشروع محمد مفتاح بقي مفتوحا مادام الخطاب العربي الإسلامي مازال مفتوحا كغيره من الخطابات الإنسانية على كل مجهود علمي وفكري جاد، وهو مستمر كغيره من المشاريع التي وضع أسسها بحاث سابقون، وإن ارتبط المشروع باسم مفتاح، فإنه سينفلت من ذات واحدة ليصبح مشروع جيل ثم مشروع أمة، يتخذ مركزا وأسا تنبني عليه الإضافات في إطار البحث عن إثبات الذات ضمن الثقافة الكونية.

 لقد انفتح محمد مفتاح منذ أبحاثه الأولى على العلوم من مختلف الثقافات باحثا عن أدوات لخلق نظرية ملائمة قابلة للاختبار والتطور ، لأنه أدرك منذ البدء أن النقد الأدبي العربي لن يفلح في تكوين نموذجه الخاص به، وأيقن أن النقد الوافد علينا صالح لمقاربة الخطاب العربي، مستندا على الروابط المصلحية والانتفاعية بين العلوم البحتة والعلوم الإنسانية، وأن العلوم كونية، ثم ” إنه ليس هناك في بيئتنا إبداع علمي، والإبداع في ميادين ومناهج العلوم الإنسانية مرتبط ارتباطا وثيقا بالإبداع في الميادين العلمية البحتة ، لذلك فمادام الغربيون مبدعين في ميدان العلوم البحتة فهم مبدعون أيضا في ميدان العلوم الإنسانية، لذلك فنحن تابعون، وليس أمامنا إلا تكييف تلك النظريات، وإذا فتح الله يمكن أن نقدم بعض الإضافات …، ولا ينبغي أن يزعم أحد في العالم الثالث أنه قادر على خلق نظرية منفردة لسبب بسيط وهو أنه ليس هناك إبداع علمي ، ولأنه ليس هناك اتصال بين الإنسانيين والعلماء ، ولهذا فإن من يعتقد أنه يمكن أن نخلق مناهجنا الخاصة إنما يغالط نفسه ويعيد إنتاج التخلف[1]. لهذا كله فقد سلم بأن الثقافة العربية الإسلامية لا يمكن أن تخرج عن المبادئ الإنسانية مادامت هذه الثقافة ركدت في مرحلة معينة ولم تعرف أي تطور معرفي، وستبقى جل المتغيرات التي تحدث في مجتمعاتنا تأتي من الخارج ولا تحكمها شروط داخلية، وعلى هذا الأساس كون مفتاح لنفسه استراتيجية معينة، وحدد انطلاقا منها الهدف الذي يقصده، إذ تفرد في اجتهاداته وابتعد عن الخطية في أبحاثه. فكون مسارات مركبة ومتداخلة، ولها مراكز جذب أساسية، حيث انطلق من افتراض کون الأدب والتنظير جزءا من الثقافة، أي أن التنظيرات والمناهج وليدة سياقها الحضاري والثقافي، ووليدة منظر معين ينتمي إلى جماعة علمية واجتماعية خاصة، ثم ضرورة الوعي بشروط المنهاجيات المعاصرة ومحدداتها وأبعادها.

ومن هذا المنطلق سعى الباحث – مفتاح – إلى بناء نموذج شيد بعد التحاليل ولم يسبقها معتبرا الكل أسبق من الجزء، والاهتمام بالعناصر الثقافية كلها في المجتمع، مدعيا أن المهم بالنسبة لحاضر الأمة العربية الإسلامية هو ليس البحث عن الخصوصيات التي تفردها، وإنما البحث من الكونيات التي تجمع بيننا كحضارات وثقافات، بعدها يمكن أن نبحث عن المحيط الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي الذي يظل خصوصية تؤطر كل ما هو فطري مادام هناك فطريات وكونيات تجمع بين جميع البشر.

  • مميزات مشروع محمد مفتاح:

 إن ما ميز مشروع محمد مفتاح النقدي، هو بحثه المستمر عن صياغة مبادئ عامة قادرة على مقاربة النجوم مهما تتنوع وتختلف، لأن المهم لديه أن تكون الرؤية واحدة مادام هاجس التركيب موجودا عالميا ، ولكنه ينبني على نحو ابستمولوجي[2]، لهذا رفض الاستسلام لنظرية بعينها ، لإيمانه بأن النظرية الواحدة قاصرة لأن تنتج مبادئ عامة، وبعمله المتفرد هذا يكون مفتاح أسس لتجربة فريدة بنوعها في عالمنا العربي ، لكونه انطلق من المنابع الأصلية للنظريات الأجنبية ، ولم يتخذ أسلوب الوساطة أو الوكالة لاستيراد الثقافة الإنسانية ، فهو لم يأخذ عن تجربة أحد ، وإن فتح باب الاختلاف، فإنه ما فتئ يؤكد هذا الذي نحن فيه لا نجبر أحدا عليه[3]، کما رفض مفتاح قصر أبحاثه على إيجاد الأدوات لمقاربة النص الأدبي ، لأن هذا العمل في رأيه- لا يستحق مجهودا كبيرا ، ولذلك فمن الضروري تعميم الدراسة لاكتشاف الميكانيزمات التي تحكم الثقافة العربية، إن تحليل الشعر والنثر ليس إلا وسيلة لغاية أكبر[4] .

 ثم إن الدراسة القائمة على اكتشاف القوانين العامة لها أهمية كبيرة جدا لتطور الإنسانية كلها، ونحن أحوج إليها في العالم العربي[5]. وبنفس الرؤية الكونية التي نظر بها مفتاح إلى الثقافة الإنسانية نظر بها إلى التراث العربي، حيث رفض أن ينظر إليه بمنظار قدسي، معتبرا إياه جزءا من الثقافة البشرية الإنسانية، قابلا للمراجعة والقراءة.

 3- استراتيجية مشروع محمد مفتاح:

 تقوم استراتيجية محمد مفتاح على مستخلص من نظريات مختلفة اجتهد الباحث في تحديدها، ودراستها ونقدها، والتوليف بين مجموعة من عناصرها لتلائم طبيعة الثقافة العربية، قدمها وحديثها [6]، فمشروع مفتاح منفتح على كل المستجدات المنهاجية الجديدة التي تمتح من مفاهيم العلوم المعاصرة، ففي مشروعه نلمس رغبة الباحث المتفحص للنظريات والمناهج، والمحقق في المفاهيم في بعديها الفلسفي والتاريخي، وهو ما يضفي الجدية على كل أعماله ويجعل منها بحق ۔ مدرسة للباحث، يتعلم في فضائها كيف ينظر إلى المفاهيم ويستثمر النظريات ويؤسس بنيان استراتيجيته الخاصة[7] .

وإلى جانب تمثلانه واهتماماته بالثقافة الكونية , فهو يصوغ أسئلة حالية مرهونة بالتفكير العربي، حيث دقق النظر في قراءة التراث باعتباره ” محملا بهموم الذات والهوية العربيتين من جهة، ومنفتحا على كل ما هو إنساني کوني من جهة ثانية[8]. وبهذا قد انصب اهتمامه على توظيف آليات منهجية شمولية، تبحث في الكليات والخصائص الكونية للتفكير الإنساني، أكثر من انشغاله بإبراز معاقل الخصوصية الثقافية الضيقة فيه، لأنه يرى أن الدراسات الإنسانية الحديثة يجب أن تكون ملمة بالمنطق والبيولوجيا والرياضيات وباستخدام الحاسوب، لهذا نجده توجه في تأسيس مشروعه النقدي نحو النظريات اللسانية والسميائية ونظرية الكوارث، والذكاء الاصطناعي، وعلم النفس المعرفي.

وبالرغم من أن جل مرجعيات مفتاح جاءت متفرقة زمنيا في الغرب وحكمتها تحولات تفكيرية وإبستيمولوجية إلا أنها جاءت في مشروعه مجتمعة ، تمكن بفضل خبرته وفي ظرف وجيز بالنظر إلى الفضاء الواسع الذي تبلورت فيه تلك النظريات أن يولف بينها ويكيفها ، ومن ثم تأسيس نموذج خاص به، وهذه العملية التركيبية تطلب منه الرجوع إلى الخلفيات الابستيمولوجية والتاريخية ، وهو بهذا اختلف عن جل الذين  انبهروا بالمناهج النقدية العربية واكتفوا في أعمالهم بنقل المفاهيم وترجمتها ، كوكلاء لبيع البضائع المستوردة جملة وتفصيلا من غير أن يهتموا بخلفياتها .

 فالنقد الأدبي عند مفتاح هو نسيج مفاهيم آتية من حقول متعددة، على الناقد الأدبي أن يكيف هذه المفاهيم مع لغته الخاصة، وألا يتعامل معها كما هي في حقولها الأم، وإنما وجب أن يضيف إليها عناصر جديدة إذا اقتضى المقام ذلك.

4 – تحقيب مشروع مفتاح:

يكاد كل الذين ساهموا في إضاءة مشروع مفتاح، عن طريق قراءة كتاب له، أو مقاربة لمشروعه الثقافي النقدي ، يجمعون أنه ابتدأ محققا، فباحثا في الفكر الديني ثم محللا للنجوم، وهي خطوات- كما يعبر مفتاح نفسه في مناسبات كثيرة – متكاملة ، وقد حدد مفتاح في ورقة تقديمية تقدم بها في إحدى الندوات التي نظمتها مجلة الآداب المصرية ، المراحل التي مر منها مشروعه على الشكل التالي المرحلة الاجتماعية ، والمرحلة الوظيفية والمرحلة الجمالية والمرحلة الدينامية والمرحلة المعرفية النسقية ، وكل مرحلة مسها بمؤلف أو أكثر ، وقد تبنينا هذا التحقيب في إطار تعاملنا مع مرجعيات مفتاح، إذ ساهمت هذه التقسيمات في إضاءة المسلسل الذي سلكناه في البحث عن التطورات والتحولات التي حصلت لدى الباحث بين مرحلة ومرحلة.

 القسم الثاني:

1- مرجعية المرحلة الاجتماعية الانعكاسية:

يمثل البحث المعنون به ديوان لسان ابن الخطيب السلماني تحقيق ودراسة الذي تقدم به مفتاح سنة 1972 لنيل دبلوم الدراسات العليا بداية البحث العلمي للباحث، فمن خلال هذا البحث يؤكد أنه كان يفتحص المصادر ويحتك بالتراث لفك ألغازه واستبصار إيحاءاته. فكانت بالنسبة إليه محطة مهمة أحاط بالثقافة العربية الإسلامية، وقد تجلو لنا الصورة أكثر بعد العملية الإحصائية الوصفية لمصادر ومراجع البحث الذي صدر في شكل كتاب من جزأين في طبعة أولى سنة 1989 عن دار الثقافة والنشر والتوزيع، وتجب الإشارة أن مفتاح في تقديمه للكتاب أشار أنه تعمد ألا يضيف وألا يغير شيئا في البحث، وإنما فضل إبقاءه كما تقدم به حينذاك. إن الجزء الأول يحتوي على ست وأربعين وأربعمائة صفحة، فيما يشمل الجزء الثاني سبع عشرة وأربعمائة صفحة، ونقدم المعطيات في هذا الجدول التوضيحي:

عدد المصادر العربية المخطوطة30عدد المراجع باللغة الفرنسية5
عدد المصادر العربية المحققة49عدد المراجع باللغة الانجليزية0
عدد المصادر العربية غير المحققة49عدد المراجع باللغة العربية0
عدد المصادر العربية125عدد المراجع باللغة العربية0

       يستفاد من هذا الجدول التوضيحي، أن طبيعة موضوع البحث حتمت على الباحث الاعتماد والاقتصار على المصادر دون المراجع، وفرضت هيمنة المصادر باللغة العربية على الكتب الأجنبية، وأن عدد المصادر العربية المعتمدة في البحث مرتفع سواء التي لا زالت مخطوطة أم تلك المطبوعة المحققة أم غير المحققة. وهذا يفيد أن بدايات البحث العلمي لدى مفتاح تشي بأنه رجل عصامي وأنه ركب المركب السليم الذي كسب منه مناعته، إذ تشبع وتبحر في عمق التراث العربي فعلم مكوناته ومخزوناته العلمية، فأشبع ميولاته، وصار بعدها يوظفها کواق خلفي، دارسا مرة ومقارنا مرة أخرى، وعاقدا الروابط بين الثقافتين معا، العربية الإسلامية والإنسانية.

 إن مفتاح منذ بداية أبحاثه أدرك أن فهم الغير يقتضي أولا فهم أنفسنا وذلك بالاطلاع على ما لدينا. تبدو مرجعية مفتاح -إذن- في بدايته العلمية عربية تراثية، وأن حضور المراجع الأجنبية ضئيل جدا إذا ما قورن مع غيره الغربي، وهي دلالة قاطعة على أن اهتماماته في هذه المرحلة بالذات انصبت على فهم واستيعاب المصطلحات والمفاهيم البلاغية التراثية. وبذلك وسمت بالمرحلة الاجتماعية الانعكاسية.

2- مرجعية المرحلة الوظيفية:

 إن خير ما يمثل هذه المرحلة أطروحته لنيل شهادة دكتوراه الدولة بعنوان” التيار الصوفي والمجتمع في المغرب والأندلس خلال القرن الثامن الهجري سنة 1981 والذي صدر فيما بعد في طبعته الأولى سنة 1997 تحت عنوان ” الخطاب الصوفي: مقاربة وظيفية، يحتوي على ثمان وعشرين وثلاث مائة صفحة وفيما يلي جدول توضيحي للمصادر والمراجع في الكتاب:

عدد المصادر العربية المخطوطة70عدد المراجع بالعربية23
عدد المصادر العربية المحققة19عدد المراجع بالعربية71
عدد المصادر غير المحققة0عدد المراجع بالعربية1
مجموع المصادر89عدد المراجع بالعربية5

يلاحظ من الجدول التوضيحي الإحصائي الوصفي هيمنة المصادر العربية بخاصة المخطوطة منها، إلى جانب الحضور القوي للمراجع باللغة الفرنسية ، مع بداية محتشمة للاعتماد على المراجع باللغة الإنجليزية، ثم حضور عناوين لمجلات قليلة إذا ما قورنت بعدد المراجع العربية ، وفي هذا إفادة بأن مرجعية مفتاح في هذه المرحلة التي تعتبر الأس لمرجعياته اللاحقة، عربية تراثية وفرنسية ، اطلع من خلالها على الدراسات التاريخية التراثية والفرنسية الخاصة بالفكر الإسلامي، بالإضافة إلى بعض الدراسات الأنتربولوجية وبعض المناهج السيميائية. ولفحص المرجعيات أكثر عمدنا إلى تفييئها حسب العقود التي صدرت فيها، حتى تقدم لنا صورة عن جدتها، وتطابقها مع مرحلة إنجاز البحث، وهذا لا يعني دعوة إلى إهمال المراجع التي مر على صدورها عقود.

نوع المرجعالعدد قبل الخمسينياتالعدد في عقد الستيناتالعدد في عقد السبعينياتالعدد في عقد الثمانينات
عربية36140
فرنسية وإنجليزية10+25132002

يلاحظ أن جل المراجع باللغة العربية والأجنبية تنتمي إلى عقد السبعينات، وبعضها ما قبله، وهو أمر طبيعي مادام الباحث أنتج بحثه في هذا العقد، ويستفاد كذلك أن الباحث كان يتتبع عمليات الإصدارات العربية والأجنبية، وأنه كان ينتقي تلك التي يعتمدها، والواضح أنه لم يكن يحش القائمة بمراجع لا تمس موضوع البحث في جوهره، ومن أجل التدليل على هذا الحكم ، قمنا بعملية أخذ فصل من الكتاب عن طريق الاختيار العشوائي، وإحصاء عدد الإحالات فيه على المصادر العربية والمراجع العربية، والأجنبية، لقياس نوعيتها وحضورها في الفصل بالنظر إلى القائمة الإجمالية للمصادر والمراجع بشكل عام، لكي نخلص إلى استنتاج حول توزيعها على صفحات الكتاب، وحصر الكتب المحال عليها، وهذا الفصل بعنوان الخطاب الصوفي والتضامن يبتدئ من الصفحة 244 إلى الصفحة 276.

نوع الإحالاتعلى المصادر العربيةعلى المراجع العربيةعلى المراجع الفرنسيةعلى المراجع الإنجليزيةعلى المجلات العربية وغيرها
عدد الإحالات1181300
عدد الكتب المحال عليها161300

يستنتج من هذا الرسم التوضيحي أن هيمنة المصادر العربية قائمة في هذا الفصل، وهو ما يتماشى مع الهيمنة الكلية للمصادر العربية على قائمة المصادر الإجمالية، ويوحي بحضور التوازن بين عددها في القائمة وفي الفصل، كما نسجل حضورا نسبيا لعدد الإحالات على المراجع الفرنسية؛ بالرغم من حضور هذا النوع من المراجع بكثافة ضمن القائمة الإجمالية مما يشي أن طبيعة موضوع الفصل فرضت نوع المرجعية المطلوبة، كما أن عدد الإحالات على المصادر العربية مرتفع جدا وتحيل على عدد محدد من المصادر (116 إحالة/ على 16 مصدرا) فيما لم يتجاوز ثلاث إحالات على المراجع العربية فلم يتجاوز إحالة واحدة على كتاب واحد، وهو ما يدل على أن طبيعة موضوع الفصل فرضت على الباحث مرجعية محددة، وهذا ما يضفي على أبحاث مفتاح العلمية والجدية.

  مرجعية المرحلة الجمالية:

اهتم الباحث محمد مفتاح في هذه المرحلة بتحليل الأشكال والبنيات، فاتكأ على المفاهيم اللسانية في كتابه “سيمياء الشعر القديم. دراسة نظرية وتطبيقية ” الذي صدرت طبعته الأولى سنة 1982 عن دار الثقافة للنشر والتوزيع، بإحدى وتسعين ومائة صفحة، وأصل الكتاب مجموعة من الدروس، ألقاها الباحث على طلبته، ما بين سنتي (81 19و 1982)، ومما قاله الباحث عن هذا الكتاب” وقادني اتجاهي هذا إلى أن استعرض جملة من الآراء لدارسين عرب، خاصة موسيقى الشعر، فبينت قصورها لأنها لم تأخذ في حسبانها كل مكونات الخطاب الشعري، كما ناقشت بعد الدراسات الأجنبية مبينا ما تحتوي عليه من مبالغة في الاختزال.

الكتاب الثاني تحليل الخطاب الشعري استراتيجية التناص؛ الصادر في طبعته الأولى سنة 1985، عن المركز العربي الثقافي، يتألف من تسع وخمسين وثلاثمائة صفحة، وجاء مباشرة بعد الكتاب الأول في محاولة منه لوضع منهاجية فعالة للتحليل الخطاب الشعري. وفي كلا الحالتين حاول الباحث الاستفادة من المبادئ العامة، لدى النقاد العرب القدامى، والأخذ مما انتهت إليه الدراسات الشعرية السيميائية الغربية، ونستعرض فيما يلي طبيعة وعدد المصادر والمراجع في الكتابين معا:

عنوان الكتابعدد المصادر العربيةعدد المراجع العربيةعدد المراجع الفرنسيةعدد المراجع بالإنجليزيةعدد المراجع المختلف
في سيمياء الشعر القديم ودراسة نظرية وتطبيقية101215001
تحليل الخطاب الشعري استراتيجية التناص190244130

يستفاد من عملية الإحصاء الوصفي لقائمة المصادر والمراجع للكتاب الأول، أن توجهات الباحث أخذت تتجه نحو الثقافة والنظريات المكتوبة باللغة الفرنسية، كما يلاحظ استعانته بعدد مهم من المراجع العربية وأن عدد المصادر العربية قد تراجع مقارنة مع البحثين السابقين.

أما في الكتاب الثاني، فأول ما يثير من خلال الجدول التوضيحي، هيمنة المراجع باللغة الفرنسية، على حساب المراجع العربية، ثم الحضور المتميز للمراجع باللغة الإنجليزية، وفي هذا إشارة بارزة للتحول في مسار اهتمامات الباحث وبداية في تنقيبه عن الجديد من النظريات فيما يكتب خارج حدود ما ألفه المغاربة باللغة الفرنسية، كما نسجل في هذا الكتاب اعتماده شبه الكلي على المصادر العربية بالنظر إلى غيرها من المراجع الغربية، بالإضافة إلى ابتعاده التام عما يكتب من مقالات على صفحات المجلات والجرائد، وإن وجدت، فعادة ما تكون مجلة متخصصة، واعتماده عليها نادر جدا على الأقل لحدود ما عرضناه من مؤلفات . أما بالنسبة للكتابين معا فإن هيمنة المراجع الفرنسية دليل قاطع على تحول مسار اهتمامات الباحث في هذه المرحلة، أما ما يتعلق بتحديد زمن صدور المراجع العربية والأجنبية، فهي على الشكل التالي:

نوع المرجع في كتاب: في سيمياء الشعر القديمعددها في عقد الخمسيناتعددها في عقد الستيناتعددها في عقد السبعيناتعددها في عقد الثمانياتبدون تاريخ
عربية045201
فرنسية وانجليزية0112020>
نوع المرجع في كتاب: تحليل الخطاب الشعريعددها في عقد الخمسيناتعددها في عقد الستيناتعددها في عقد السبعيناتعددها في عقد الثمانياتبدون تاريخ
عربية00000
فرنسية وانجليزية0032+2210+10>

تتمركز أغلب المراجع العربية والأجنبية في عقدي السبعينات والثمانينات، وهذا يتماشى مع المرحلة التي صدر فيها الكتابان معا ( 1982-1985 )، وهو ما يفيد أن الباحث يساير دوما الجديد فيما ينشر من كتب باللغات التي يتقنها ( العربية والفرنسية والإنجليزية ) ، كما نؤكد مرة أخرى أن الباحث منذ بداية أبحاثه لا يستسيغ الاعتماد على المجلات أو ما ينشر من مقالات متفرقة، وسيتوضح لنا أكثر هذا الأمر فيما سنعرض من الكتب المتبقية.

  •  مرجعية المرحلة الدينامية:

تميزت هذه المرحلة بالبحث عن مصادر المفاهيم وأبعادها وحدودها، ويعتبر دينامية النص تنظير إنجاز ” البداية الفعلية للبحث عن مصادر المفاهيم وأبعادها وحدودها الأنطولوجية والإيديولوجية والميتافيزيقية، وعن إمكان توظيفها في ضروب من الخطاب وأنواع من النصوص الشعرية، والقصصية والدينية. وقد شكلت العلوم البيولوجية والفزيائية وعلم النفس المعرفي والذكاء الاصطناعي أهم مرجعية في هذا الكتاب لاستنباط مبادئ عامة تلائم النص الأدبي العربي. وهذا جدول توضيحي لعدد المصادر والمراجع وطبيعتها

عنوان الكتابالمصادر العربيةالمراجع العربيةالمراجع الفرنسيةالمراجع الانجليزيةالمجلات المختلفة
ديناميكية النص تنظير وإنجاز110537230

يتبين من هذا الجدول التوضيحي، أن تحولات مهمة أضحت تمس مرجعيات الباحث، ففي وقت كانت المصادر العربية تشكل أساسا مهما ضمن القائمة، يبدو أنها أخذت في التقلص بينما أصبحنا نسجل حضورا قويا للمراجع باللغة الفرنسية يليها المراجع الإنجليزية وآخرها باللغة العربية ، وفي هذا مؤشر قوي على أن الباحث قد حسم توجهاته، نحو ثقافة الغير قصد الاستفادة منها، والنهل منها كل ما قد يفيدنا في التعامل مع نصوصنا الأدبية، وقد عبر مفتاح عن استراتيجيته في تأسيس مشروعه النقدي في أكثر مرة قائلا :”إن الإشكالية التي تشغلني هي كيف نقرأ النصوص؟ وكيف نفهمها؟ من أجل تأويلها، أما مرحلة النقد فلا أعتقد أنني أصل إليها، أنا أبحث عن الميكانيزمات التي تمكن من قراءة النص بطريقة أقرب إلى الصواب من أجل تأويله، وتحديد دلالته[9] . وقد جاء قوله هذا ضمن الندوة التي نظمت خصيصا للتداول وقراءة مشروعه، سنة 1998، وكانت جل كتبه قد صدرت وذلك يعني أن الباحث يعي جيدا ماذا يعني له ولغيره تأسيس نظرية نقدية، لهذا راح يعبر بكل موضوعية أنه في أبحاثه لا يبحث عن نظرية نقدية بقدر ما يبحث عن الأدوات والآليات لقراءة النص وفهمه وتأويله وهذا الكلام صادر من باحث متمرس غاص في أعماق النظريات الإنسانية، وجال في محيطات أمهات الكتب العربية، مما يفيد أن البحاث العرب الذين يدعون قدرتهم على تأسيس نظرية عربية نقدية هم أبعد عن الموضوعية والحقيقة ، مادامت تطورالعلوم الإنسانية مرتبطة ارتبطا نفعيا ومصلحيا بالنظريات والأبحاث العلمية وأن مجتمعاتنا العربية لازالت أبعد بكثير عن تحقيق هذه المعادلة، ولازالت إما تستورد العلوم عن طريق الشراء المباشر أو تستورده من طريق البعثات الطلابية.

     تبقى الملاحظة الأساسية التي نسجلها من العملية الإحصائية الوصفية للمصادر والمراجع في هذا الكتاب، كون الباحث مفتاح- في هذه المرحلة بالذات من عمر أبحاثه أخذ يتجه منحى جديدا في البحث عن الثقافة الإنسانية، وهو الإحاطة بالنظريات والمناهج والثقافة بشكل عام المكتوبة باللغة الانجليزية، أي أنه راح ينهل من الثقافة المهيمنة على الساحة العالية وكأنه بذلك يلمح أن ما كتب ويكتب باللغة الفرنسية محدود، ولا يحقق للباحث طموحاته المعرفية، وإنما وجب النظر إلى ما تنتجه الثقافة الأمريكية والإنجليزية، ولم لا الثقافة اليابانية.

5- مرجعية المرحلة المعرفية النسقية:

تشكل هذه المرحلة استمرارية للمرحلة السابقة، حيث استمر الباحث في استيعاب وإدراك مصادر المفاهيم وأبعادها وحدودها الإنسانية، فأضحى يمزج المفاهيم الفيزيائية والرياضية والبيولوجية ، في اتجاه بلورة منهاجية نسقية، تقوم على التراتبيات والتعالقات والتفاعلات والتشابهات والاختلافات، باعتبارها منهاجية استكشافية، تستهدف تحليل الخطاب الفكري والنقدي ، وفي وقت كانت أبحاثه السابقة تهم تحليل الخطاب الشعري والأدبي مع عدم إغفال أعماله الأولى التي وسمت بالتحليل الفيولوجي ، ففي هذه المرحلة التي ارتبطت بداياتها من کتابه : “مجهول البيان” الصادر في طبعته الأولى سنة 1990 عن دار توبقال للنشر في أربع وأربعين ومائة صفحة، اتجه نحو بحث أعمق نحو، تأسيس نسق جديد يربط فيها المناهج بسؤال الهوية الثقافية، ولعل كل كتبه التي صدرت بالتوالي لحد الآن تسير في اتجاه ما يسميه البعض بالمرحلة النسقية أو التشييدية، أو بمرحلة موضع المفاهيم والبحث عن طرق توظيفها، وعناوين الكتب التي نستعرضها بالتتابع تشي بذلك:

عنوان الكتابسنة إصدار طبعة الأولى وعدد صفحاتهعدد المصادر العربيةعدد المراجع العربيةعدد المراجع  الفرنسيةعدد المراجع بالإنجليزيةعدد المجلات
مجهول البيان1990 144 صفحة1508074702
التلقي والتأويل مقاربة نسقية1994 237 صفحة3617060700
التشابه والاختلاف نحو منهاجية شمولية1996 224 صفحة1719322600
المفاهيم معالم نحو تأويل واقعي1999 222 صفحة2116063800
النص من القراءة إلى التنظير2000 165 صفحة0505092601
النص من القراءة إلى التنظير2002 199 صفحة3307072001
المجموع 127726816004

تتجه الأرقام تصاعديا نحو المراجع الإنجليزية وهذا يزكي ما ذهبنا إليه فيما سبق حينما أشرنا أن توجهات ومرجعيات الباحث أخذت في التنوع بدءا من المرحلة الدينامية، إلا أنها في المرحلة الموالية أي المرحلة النسقية- انعرجت نحو الثقافة الإنكلوساكسونية، على أنها ركزت على انسجام النص في إطار نظرية العمل، وهي تعني أن كل عمل لا يمكن أن يفهم إلا في إطار أعمال أخرى، وبالتالي لا يمكن أن يفهم الفعل اللغوي إلا في إطار أفعال كلامية أخرى. فالنص عبارة عن متتالية من الجمل بينهما علاقة من العلاقات، ومتى انعدمت هذه العلاقة لا يبقى هناك معنى.

 إن الحضور القوي للمراجع باللغة الانجليزية بالمقارنة مع نظيرتيها الفرنسية والعربية في الكتب التي جسدت مرحلة النسقية إشارة واضحة لتوجه جديد في ميدان البحث بالمغرب، إذا علمنا أن جل البحاث من جيل مفتاح التصقوا بالثقافة المكتوبة بالفرنسية، وبهذا فإن جل أبحاثه اتسمت بالجدة والجدية والعمل على إغناء البحث العلمي المغربي والعربي، ولتوضيح الخلاصات والبرهنة نتتبع عبر الجدول التوضيحي توزيع المراجع العربية والفرنسية الإنجليزية على العقود بدءا من الستينات إلى حدود التسعينات.

عنوان كتابنوع المراجععددها في عقد الستينيات أو ما قبلعددها في عقد السبعينياتعددها في عقد الثمانينياتعددها في عقد التسعيناتبدون تاريخ
مجهول البيانعربية10700
أجنبية044406
المتلقي والتأويل مقاربة نسقيةعربية12761 اطروحة
أجنبية00940
التشابه والاختلاف: نحو منهاجية شموليةعربية15560
أجنبية31326160
المفاهيم معالم نحو تأويل واقعيعربية20293
أجنبية2418164
النص: من القراءة إلى التنظيرعربية01220
أجنبية0619100
الشعر وتناغم الكون التخييل الموسيقى المحبةعربية01150
أجنبية647100
المجموععربية050924283
أجنبية11311235610
مجموع العربية والأجنبية16401478413

يتمركز أعلى عدد بين عقدي الثمانينات والتسعينات، وهما عقدان يتطابقان مع زمن إنجاز الباحث لكتبه، إذ إن أولها صدر سنة 1990 وهذا يعني أن تهيئ مادته تمت في عقد الثمامينات، لهذا نجد أن جل المراجع سواء العربية أو الأجنبية المعتمدة فيه تنتمي إليه، ونفس الأمر يقال على الكتاب الثاني في هذه المرحلة حيث إن جل مراجعه تنتمي لعقدي الثمانينات والتسعينات، علما أنه صدر 1994، ونفس الملاحظة تتكرر مع باقي الكتب، إذ نلاحظ أن معظم المراجع المعتمدة فيها تتوازى مع المرحلة التي تسبق إصدار الكتاب، وفي هذا دليل قاطع أن ميزة مرجعية الباحث مفتاح الأساسية هي الجمع بين الجدة والتراثية إذا ما اعتبرنا العدد المهم من المصادر الحاضرة في كتب هذه المرحلة.

 لهذا فإن غنى مشروع مفتاح يظهر خاصة في تفاعله الإيجابي مع التراث الفكري العربي القديم ومع التراث الإنساني قديمة وحديثه، وهذا التفاعل لا يقتصر على الجانب النظري فحسب، وإنما يتجلى كذلك في الجانب التطبيقي من خلال اشتغاله ببعض النصوص العربية التراثية وببعض النصوص العربية المعاصرة، ولكي تتوضح أكثر المرجعية لدى مفتاح بجميع أعداد المصادر العربية والمراجع العربية والأجنبية من جميع الكتب المعتمدة في هذا العرض نقدمها ضمن هذا الجدول التوضيحي:

عناوين الكتبعدد المصادر بالعربيةعدد المراجع بالعربيةعدد المجلات بالعربيةعدد المراجع بالإنجليزيةعدد المراجع بالفرنسية
ديوان لسان ابن الخطيب السلماني تحقيق ودراسة12500005
الخطاب الصوفي المقاربة وظيفية9923050171
في سيمساء الشعر القديم، دراسة نظيرية وتطبيقية1012010015
تحليل الخطاب الشعري استراتيجية التناص1902011344
دينامية النص تنظير وانجاز1105002337
مجهول البيان1508024707
التلقي والتأويل  مقاربة نسقية3617000706
التشابه والاختلاف نحو منهاجية شمولية1719002633
المفاهيم معالم نحو تأويل واقعي2116003406
النص/ من القراءة إلى التنظير0505012609
الشعر وتناغم الكون التخييل الموسيقى3307012007
المجموع39111411197240

نسجل من خلال هذا الجدول، التوازن الملحوظ في مرجعية محمد مفتاح، فهو كلما اعتمد على المراجع الفرنسية منها والإنجليزية كلما تلفيه يعود إلى أمهات الكتب العربية، بغرض التنقيب على كل ما من شأنه أن يلغي الاعتماد الكلي على ما هو أجنبي، ثم إن الاجتلاب التام نحو الثقافات الأخرى يقتضي اكتساب مناعة أصيلة نابعة من ثقافتنا وتراثنا.

 الخلاصة:

     بالرغم من أن العدد الإجمالي للمصدر والمراجع التي اتخذها مفتاح مرجعية في أبحاث العلمية تقارب الألف كتاب، إلا أن هذا العدد قد يقل بعدد محدد من الكتب بالنظر إلى الكتب التي يتكرر فيها نفس الكتاب، إلا أن العدد المتبقي المعتمد يبقى عددا دالا على غنی مرجعية الباحث مفتاح وخصوبتها، وقد اكتسبت غناها من التنوع في المصادر والمراجع، وخصوبتها من نوعيتها لأن أغلب المصادر والمراجع المعتمدة في كتاب معين تكون ذات علاقة بموضوعه، وتكتسب فرادتها من كون الباحث انفرد في المغرب والعالم العربي في التوجه بأبحاثه نحو النظريات العلمية الأنكلوساكسونية، ولم يقصر أبحاثه على ما تنتجه الثقافة الفرنسية، وبهذا استحق أن يوسم بالباحث الأصيل، لأنه نجح في تأصيل النظريات العلمية الأجنبية وربطها بالتراث العربي الإسلامي، أي أنه ربط بين الغرب الإسلامي والإنساني.

     مع ذلك فالباحث مفتاح لم يدع إطلاقا في كل ما كتبه أنه أسس لنظرية نقدية عربية، أو أنه تمكن من الإلمام بنظرية ما إلماما تاما، وإنما نجده يقول في كل مناسبة “فإننا لا نزعم مثلا أننا وظفنا نظرية  كريماس بحذافيرها ، ولا نزعم أننا وظفنا نظرية بيرس بأتمها»[10]؛ ويعترف كذلك بصعوبة مشروعه ويرى أنها نابعة من كثرة التقسيمات ووفرة التحديدات وتعدد المفاهيم[11]، هذه الكثرة والوفرة والتعدد لها علاقة مباشرة بمرجعياته التي ساهمت في نشر الكثير من المصطلحات والمفاهيم العلمية للسيميائيات واللسانيات والعلوم المعرفية .

ولابد أن نشير إلى أن الباحث وهو يؤسس لمشروعه النقدي، لم يعتمد ولو مرة واحدة في مسار بحثه على مرجع مترجم من لغة أجنبية إلى اللغة العربية، ولم يثبت اعتماده على مقالات مترجمة،  كما أنه لم يرجع إلا لماما إلى قليل من المجلات سواء العربية أو الأجنبية، وفي هذا تعبير عن رؤيته إلى الكيفية التي يجب أن يكون عليه البحث العلمي، إذ يقتضي البحث العلمي في منظوره العودة إلى مصادر المعرفة، وتفادي بالقدر الممكن الوساطة في اكتساب المعارف، وتجاوز التعامل مع المترجم المجز؛ لأن ذلك يشبه التجارة بالتقسيط، والعلم المؤسس على نظريات لا يقبل التجزئة، وقد أشار مفتاح إلى ذلك في مقدمة كتابه ” دينامية النص حينما دعا القارئ إلى قراءة الكتاب قراءة متأنية وكاملة حتى تتحقق الاستفادة .

قائمة المصادر والمراجع

 – ديوان لسان بن الخطيب السليماني . تحقيق ودراسة . د . محمد مفتاح ، ط 1989 دار الثقافة والنشر والتوزيع ،

– الخطاب الصوفي . مقاربة وظيفية . د . محمد مفتاح . ط . 1997 .

 – في سيمياء الشعر القديم . دراسة نظرية وتطبيقية ، د . محمد مفتاح . ط I. 1982 ، دار الثقافة للنشر والتوزيع.

– تحليل الخطاب الشعري . استراتيجية التناص ، د . محمد مفتاح . طا , 1985 . المركز العربي الثقافي

 – دينامية النص . تنظير وإنجاز ، د . محمد مفتاح

 – مجهول البيان . د . محمد مفتاح ، ط 1 ، 1990 ، دار توبقال للنشر .

– التلقي والتأويل . مقاربة نسقية . د . محمد مفتاح . ط 1 , 1994 .

 – التشابه والاختلاف . نحو منهاجية شمولية . احمد مفتاح . طا 1996 .

– المفاهيم معالم ، نحو تأويل واقعي . د . محمد مفتاح . ط 1 19

– النص : من القراءة إلى التنظير ، د . محمد مفتاح . ط I .2000

 – الشعر وتناغم الكون ، التخييل ، الموسيقى ، المحبة ، د . محمد مفتاح . ط ا . 2002

 – النقد الأدبي المعاصر حول الشعر بالمغرب ( 190-1990 ) ، أطروحة جامعية د.جميلة حيدة.

– مجلة الأداب العدد 43 مارس أبريل 1998.

– مجلة الدراسات سيميائية أدبية لسانية عدد 1 خريف 1987.


[1] – مجلة الدراسات سيميائية أدبية لسانية – ع1- خريف 87 – ص20.

[2] – مجلة درسات سيمائية أدبية لسانية ع1- خريفية 87-ص15

[3] – مجلة درسات سيمائية أدبية لسانية ع 11- السنة 1 86-ص146-147

[4] – مجلة درسات سيمائية أدبية لسانية ع1 – خريفية 87 ص20

[5] – مجلة درسات سيمائية أدبية لسانية ع1 – خريفية 87 ص20

[6] – النقد الأدبي المعاصر حول الشعر بالمغرب 1960-1990-أطروحة د.جميلة حيدة.

[7] – مجلة الأدب ع 43 مارس – ابريل 98 ص 78.

[8] – مجلة الأدب ع 43 مارس – ابريل 98 ص 79.

[9] – مجلة دراسات سيميائية أدبية لسانية – ع 1 – خريفية 87 ص19.

[10] – مجلة الأداب العدد 43 مارس – أبريل 98 ص94

[11] – مجلة الآداب العدد 43 مارس ابريل 98 ص105

_____________
الدكتور عبدالكريم فاضيل أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الشرق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

التعليقات