في مستوصف الفلسفة
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب في مستوصف الفلسفة: محاولة رسم معالم علاج بديل للباحث هشام بن جدّو. ينتظم الكتاب في أربعة فصول تعالج موضوعًا ذا جِدّة وجدّية، يتعلق بضرورة إعادة النظر في التراث العلمي النفسي والعقلي الغربي، ونقد مسائل ونظريات اعتُبرت مسلّمات فيه، ويدعو الأمة العربية إلى النهوض بهذا التراث على قواعد تختلف عن القواعد الغربية المستهلَكة، لما يحويه تراثهم الثرّ المعطاء من كنوز معرفية في هذا المضمار. يقع الكتاب في 336 صفحة، شاملةً ببليوغرافيا وفهرسًا عامًّا.
هذا الكتاب محاولة لإعادة فتح سجلّ المفكَّر فيه على درب العلاجات النفسية والعقلية المعتمَدة، والتساؤل عن بديل لبلوغ الصحة النفسية والعقلية من الطرائق والمناهج المعتمَدة، وأسس فلسفات العلاج السائدة، ومنطلقات العلاج ومسلَّماته ومناهجه المتَّبَعة، في ما يمثّل مطلبًا لتحيين الموروث الفلسفي، اليوناني منه والشرقي.
يقول المؤلف، الذي كان منصرفًا إلى رصد إشكالية “سؤال القيمة” ونقد آليات التشخيص في التحليل النفسي، إن فكرته انقدحت في ذهنه بعد أن لفتت انتباهه طريقة تقديم غي فليكس ديبورتاي (أستاذ مقياس التحليل النفسي في قسم الفلسفة في جامعة السوربون) أفكار سيغموند فرويد، وعرضه أفكار جاك لاكان بصورة البداهات العلمية. ويرى أن التحليل النفسي ليس مجرد منهج للعلاج، بل فلسفة متكاملة تحدد وجهتَي المعياري والمعرفي معًا، وترسم وجهة التربية والممارسات الاجتماعية، خصوصًا ما تعلق منها بالدين. ويضيف أنه عاين خلال استقصائه تراث التحليل النفسي في كتابه هذا، وجود فروق جوهرية في تحديد مفهوم الطبيعة الإنسانية من فرويد إلى كارل يونغ مرورًا بدونالد وينيكوت وجان بنيامين ستورا وميلاني كلاين، وحتى عند آنّا فرويد وفرانسواز دولتو، على الرغم من محاولة بعضهم تبرير منطلقات التحليل النفسي كما قررها فرويد.
المقاربة الرئيسة
تُسائل مقاربة الكتاب بدهيّات فلسفات العلاج القائمة في التحليل النفسي وطب الأمراض العقلية عن وقوع رأس مال الصحتَين النفسية والعقلية في “زوغان البداهة”، وعن التخبط المعرفي والمنهجي الذي نعاينه في تباين فلسفات العلاج، وإذا ما كان طبيعيًّا أم أنه استلاب وتخبط حالَا دون بلوغ مقصد الصحة النفسية والصحة العقلية.
يذهب الكتاب في اتجاه مغاير علميًّا للأسطورة، أو العلم الكاذب، باختبار المدى العلاجي لأفكارٍ يصفها المحللون النفسانيون وأطباء الأمراض العقلية بـ “مصدر” الأمراض النفسية والعقلية والوساوس المزمنة واضطرابات السلوك ومخاوف المرضى، وجعلِها تتجاوز اعتبار الإيمان مرضًا، بل الدفع إلى أنه جزء أصيل من الطبيعة الإنسانية، وقريب إلى الكفاية الفاعلة والإيجابية، ويستطيع المساهمة في بلوغ الصحة النفسية، وكذلك الفن والحياء والحب هي كفايات أصيلة تؤكد دراسات في حقول البحوث والدراسات العصبية وعلوم المعرفة أنها ذات مدى علاجي، وكذا العلاج المعرفي السلوكي، ثمرة الانفتاح على التراث الفلسفي، اليوناني منه والشرقي.
تقوم مقاربة الكتاب على عدم نهائية المنجز العلاجي؛ فالطبيعة الإنسانية كفاية مفتوحة وليست نهائية كما تُظهرها مقررات المحللين النفسانيين والأطباء العقليين. وتدعو المقاربة كذلك إلى إعادة النظر في بداهات العلاجات القائمة، ومن ثم قلب تقنياتها ومناهجها، وإعادة قولبة الروح العلمية الموجِّهة للمشتغلين في الصحة النفسية والعقلية، ونقل طرائق سلوك وتفكير ورياضات روحانية من وضع المسؤول عن الأمراض إلى وضع المعالِج المتصالح مع الطبيعة الإنسانية التي أسبغت عليها العلوم الإنسانية والاجتماعية مفهومًا تشاؤميًّا، عبر تجاوز نظرتَي مقررات التدريس الطوبوغرافية والطوبولوجية والذهاب في استشراف بدائل علاجية تتجاوز طوبيقا فرويد وطوبيقا منطق الاستيهام اللاكاني، وتقديم علاج بديل تعبّر عنه تخصصات جديدة تتجاوز المتعارَف عليه، ومنها “التحليل النفسي الروحاني”، وهو امتداد لـ “علم النفس الإنساني” و”علم النفس التحليلي” ليونغ، و”علم النفس الوجودي”، و”العلاج المعرفي”، و”العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي”، و”التأمل بالشعور الكلي”.
إشكالية الكتاب
تدور إشكالية الكتاب حول تطور دِرْبَة العلاج الفلسفي القائمة على رعاية كفايتَي التعقّل والتخلّق، ما تطلَّب إعادة قراءة أرشيف الفلسفة قراءةً علاجية، بحثًا عن لحظات الوعي النوعي بحقيقةِ تسفُّل الطبيعة الإنسانية وسموّها، ولرصد طبيعة النفسي والعقلي في البحوث والدراسات العصبية. وقد صيغَت من هذه الإشكالية الأسئلة التالية: كيف يساهم النص الفلسفي في بلورة دربة العلاج الفلسفي؟ كيف تَذهَّن الفلاسفةُ الطبيعة الإنسانية باعتبارها المنطلق البنائي في رصد النفسي والعقلي وتوصيفهما؟ ما أهم التقنيات التي استعملوها لإثراء فلسفات العلاج القائمة؟ أيُّ بديل طوروه لتجاوز منهج التحليل/ التأويل المعتمد في الطبَّين النفسي والعقلي؟
إن أمورًا، كتزايد أعداد المرضى النفسيين والعقليين والميزانيات الضخمة لعلاجهم، وظواهر انتحار الأطفال والأطباء والممرضين القائمين على الصحة النفسية والعقلية، لَتجعل مسؤولي الصحة يعيدون النظر في استراتيجيات العلاج وطرائقها، وفي فلسفات العلاج البديلة التي لا تؤثّر في وضع المرضى فحسب، بل في ثقافة المجتمع كلًّا، واستبدال قيم اقتصادات بديلة بقيم الاستهلاك.
ثمة مفاهيم في ثقافتنا الشرقية قد تعدّل وجهة فلسفات العلاج المعتمدة، بتقرير مفهوم آخر للطبيعة الإنسانية ينتج صورًا من التفاؤل بأخلاقيات بديلة يلتقي فيها ذكاء الطبيب بذكاء المريض من أجل ميلاد متجدد لممكنات الطبيعة الإنسانية التي أساءت إليها روح العلم الوضعي التي جعلت دورها الأعلى القيمي والنوعي تابعًا للأدنى البيولوجي الحيوي، في تراتبية تُنتِج معاناة تحتكم إلى تشاؤميةٍ هي نتاج النظرية العقلانية بمرجعيتها الإغريقو-رومانية، التي أعدمت فرص تحسين وضع الإنسان والبيئة المهدَّدة من حماقات ثقافة الاستهلاك.
يلتقي مقصدَا التفلسف والعلاج النفسي والعقلي عند كَون وعي المريض المكتسَب بالتمرّن سببًا في راحته وسكينته النفسية وإعدام يأسه وأمراضه النفسية، فتتحول وظيفة قارئ النص الفلسفي إلى البحث عن دربة العلاج في مختلف المذاهب والمواقف الفلسفية من دون تمييز فلسفة قديمة من معاصرة، أو شرقية من غربية، أو مادية من روحانية، وعدم تغليب مرجعية أحادية، جماليةً كانت أو أخلاقية.
إن “الطب الفلسفي” يتجاوز عملية ترشيد العلاج النفسي والعقلي إلى تبرير حضوره المصحِّح لمفهومنا عن المرض، واقتراح تداولية بديلة للطبيعة النفسية، كما يعدِّل مصطلح “منهج التحليل/ التأويل” المعتمد في الطبين النفسي والعقلي، ويقرِّر إتيقا للممارسة العلاجية تذهب أبعد من الإتيقا التي قررها لاكان أساسًا للممارسة العلاجية للتحليل النفسي وطب الأمراض العقلية.
ينقلنا “الطب الفلسفي” من اعتبار الأمراض النفسية والعقلية محلًّا لتوافق علمي، إلى اعتبارها تمثلات للعادة والعوامل الاجتماعية والثقافية والجغرافية، وكذلك يحمل المريض على معاينة الأشواط التي اجتازها لتحقيق تطلعات نفسه وفهمه الحدود بين الطبيعي والوضعي في تشكُّل الأمراض، بل يوظّف ملكات المريض النفسية العليا، كالذكاء والخيال، لتحرير إرادته وتقوية وعيه سطوةَ الصور التي تختزلها الوساوس.
العالم العربي والأمل بالتطور المستقلّ
الأمل معقود على إيجاد المشتغلين في الطبين النفسي والعقلي في عالمنا العربي ما يعينهم على تطوير أساليب العلاج البديلة، وتجاوز أزمة العلاج النفسي والعقلي في العالم الغربي، وبعث روح أكاديمية جديدة تُخرج مؤسساتنا الجامعية والاستشفائية من كونها مجرد محطات لاستقبال الأفكار الغربية.
تطور الطب النفسي والعقلي في العالم العربي
في متابعةٍ لتطور الطروحات التي أنتجها التحليل النفسي وطب الأمراض العقلية في عالمنا العربي، وجد الكتاب أن الاشتغال على مبادئ تقاليد العلاج لا يزال في البدايات، وأن على مراكز البحث العربية رعايته والاستثمار فيه لتأمين حضور عربي فاعل في الثقافتين العلمية والاستشفائية في العالم. أما دربة العلاج البديلة، فيَكِلُها الكتاب إلى طبيعة إنسانية تؤمن إيجابيًّا بالوضع المتميز للأنسي في تراتبية الموجودات وبضرورة الانفتاح على التراث الاستشفائي فلسفيًّا لرصد الأنسي في مختلف أبعاده الزمانية، ومحاولة فهم تطلّع التعالي في نفسه باعتباره يستند إلى التخييل المواجِه لتذكر صور الماضي الذي يسعى إلى تبرير هذه الصور واقعيًّا ويحول دون اكتشاف قوى الذات المتطورة دومًا ومن دون فهم منطق تطور نفوس الأسوياء والمرضى، فتأتي دربة العلاج البديلة لتسمح بذلك، من خلال التعرّف إلى تجارب حياة الفلاسفة المعرفية والأيديولوجية.
وبسبب دينامية الطبيعة الإنسانية، وشهودنا من خلالها الثنائيات المتضادة الموجِّهة للعالم والفيلسوف ورجل الدين ورجال الأخلاق والفن، فإننا مدعوّون عبر دربة العلاج إلى فهم شروط تكوّننا والفوضى التي تعترينا من حين إلى آخر، والتمرّن لتغيير الذات وراحة النفس والانفتاح على إنسانية الإنسان.
يسمح هذا الكتاب للمشتغل بقضايا فلسفة العلم برصد طبيعة النفسي والعقلي في ضوء الثقافة الجديدة لحقول البحوث العصبية، ونصوص فلاسفة جمعوا بين الفلسفة وممارسة الطب العلاجي، وعلماء أخلاق وصوفية حملوا همّ الاشتغال على الصحة النفسية والصحة العقلية.
النص الحيّ
ولأن النص الفلسفي والنص الإبداعي لا يتقادمان، سيجد القارئ أن النصوص المؤسِّسة لهذا العمل حية من حيث مضامينها وتطلعاتها المعرفية والمعيارية، وتؤسس وتُجذّر، في الوقت ذاته، لوعيٍ يذهب أبعد من الوعي الذي ارتبط بالعقلانية والوضعية، وأوجد امتثالية علمية عمياء تشهد اليوم من خلال “جمعية التحليل النفسي العالمية” مراجعات لها، وتتطلب توسيع دائرة النقاش حول الصحة النفسية والعقلية باعتبارها شأنًا عامًّا ونهائيًّا، ومساءلتها ومساءلة نظريات العقلانية الغربية. وتبيِّن النقاشات داخل “الجمعية”، أيضًا، محاولات البحث عن بدائل جديدة للصحة النفسية، ما يطرح ضرورة التحرك العربي لإعادة اكتشاف الطرائق الفلسفية والصوفية والقيمية التي عرفها الفكر الإنساني في مختلف الحضارات، بل تحيين هذا التراث العلاجي لجعل التفلسف المنفتح شرطًا لفهم وجهة النفسي والعقلي، ومحاولة إدراك التلاحم بين الفلسفتين الأرسطية والتطبيقية الإبيقورية والرواقية، في سعيٍ للتكامل في التراث الفلسفي، الشرقي منه والغربي، القديم منه والمعاصر، وتجاوز الفصل التعسفي بين الطب الجسماني والطب الروحاني.
كما تقدّم، يتوزع الكتاب على أربعة فصول. يجتهد الفصل الأول في الدفاع عن مشروعية “الطب الفلسفي” في خريطة الاستشفاء النفسي والعقلي، باستقراءٍ تتبَّع نشأته في مختلف الثقافات، الشرقية القديمة والصينية والهندية والمصرية ثم اليونانية بمختلف مدارسها، الأفلاطونية والأرسطوطاليسية والرواقية والإبيقورية، وأخيرًا لدى الفلاسفة والأخلاقيين العرب القدامى. وفي ما يخص العلاج البديل، يحدد الفصل شروط التعامل مع النصوص الفلسفية التي تحكم دربة العلاج البديل، بتحديد المفاهيم المرجعية للطب الفلسفي التي حُيِّن بعضها لتكون وسيلة للانخراط في النقاش حول قيمة الطب الفلسفي ومشروعيته.
أما الفصل الثاني، فيعرض ثلاثة نماذج لممارسة دربة العلاج الفلسفي تحقّق فيها شرط الإحاطة النظرية من جهةٍ، إضافة إلى إلمامها بالثقافتين الطبية والفلسفية من جهةٍ أخرى. وهذه النماذج الثلاثة هي: أولًا: تعقّب مشروع أرسطو على مستوى الصحة العقلية من خلال الطوبيقا، وإصلاح النفس من خلال مصنفه في النفس. ثانيًا: تناول مشروع كارل ياسبرس المرجعي للطب الفلسفي بالبحث، من خلال مصنفات مرجعية ثلاثة له يمكن من خلالها معاينة التقاطعات في مشروعه بين علم الأمراض العقلية والفلسفة. ثالثًا: محاولة تفسير القصد من الرجوع المتكرر في جمعية التحليل النفسي العالمية إلى الفيلسوف ميشيل فوكو لنقد وجهة التحليل النفسي ومراجعتها في ما يخص الوضع المأزوم الذي صار إليه واقع ممارسة الطبين العقلي والنفسي، مع إبراز قيمة مشروع فوكو في فتح باب النقاش حول اللامفكَّر فيه في طرائق العلاج العلمية المعتمدة.
يستعرض الفصل الثالث جهد أرسطو من خلال مصنفَين له في مصالحة الحكمتين العملية والنظرية، باعتباره أول مَن أسَّس الأخلاق علميًّا. ويبيّن الفصل قيمة الجهد الأرسطي لتقعيد علم الأخلاق وتجذير مران التخلّق، ويسلط الضوء على المنهج العلاجي للعقلانية التطبيقية، مع التطرق إلى جهد الأخلاقيين العرب ومقصد العلاج الأخلاقي التوفيقي الذي تواضعوا عليه. ويتناول كذلك بالبحث مضامين أخلاقية، مثل الحياء، الذي يُشَخَّص عادةً بأنه سبب الأمراض النفسية، ويضيء على الوجه الآخر للحياء، وهو الوجه العلاجي والقيمي الإيجابي، وعلى الصداقة ودورها في انبثاق الوعي الإتيقي وتعويض عقدتي “أوديب” و”إلكترا”، والسعادة بين مطلب الصحة والكمال، مع تقييم الجهد الأرسطي في ترشيد الاشتغال بالأخلاق في جانبها العلاجي.
وأخيرًا، يحاول الفصل الرابع حصر بعض توصيفات الصوفيةِ مظاهرَ الحياة النفسية والعقلية، وبخاصة ما يتعلق بطبيعة الوسواس والنرجسية والحقد وحب التملّك والسادية والمازوشية، ويُبرز التقنيات التي وظَّفها الصوفية لبلوغ الراحة النفسية، ومساهمة تجاربهم في نشأة التحليل النفساني الروحاني، ويستعرض تقنيات وطرائق علاجية تضمنها النص الصوفي، ومناقشة إمكانية تحيينها، كتقنية التعامل مع الأحلام، وجوهر الاختلاف بينها وبين تقنيات التحليل النفسي الفرويدي. ويتطرق الفصل أيضًا إلى فلسفة الصمت باعتباره السند العلاجي والإبداعي في العلاج الصوفي، وكيفية مساعدته في التغلب على العادات السيئة. ويتطرق أيضًا إلى تصالُح البيولوجي والنفسي، المرئي واللامرئي، وإعادة اكتشاف النظام الرمزي الصوفي، والتربية الروحانية الصوفية وأنها قد تسدّ فراغًا تعليميًّا بشرح انتقالهم من الرغبة إلى المحبة، وتحديدهم أساليب علاج الخواطر والأفكار السلبية.
هشام بن جدّو:
حائز شهادة الدكتوراه من جامعة عبد الحميد مهري في قسنطينة (2021). أستاذ الفلسفة في المدرسة العليا للأساتذة، قسنطينة، الجزائر. له عدد من المؤلفات والدراسات المنشورة في مجالات تعليمية هي: الفلسفة، والفلسفة للأطفال، ونقد المستهلك الثقافي الإسلامي. من مؤلفاته: سؤال القيمة: دراسة نقدية لآليات التشخيص في التحليل النفسي (جزآن) (2023)؛ سؤال القيمة: مقاربة لرصد إشكالية القيمة في فلسفة لافيل (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2018).
*المصدر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
*المصدر: التنويري.