صدر حديثاً عن المركز الاسلامي للدراسات الاستراتيجية (فلسفة الدين عند ديفيد هيوم ) وهو من تأليف محمد فتح علي خاني و ترجمة حيدر نجف.
تتحدث فلسفة الدين – وهي البحث الفلسفي في مجال الدين – عما يتَعلّق بشؤون الدين: منشأ الدين، وضرورة الدين، وحقيقة الدين، وأهداف الدين، والمعرفة الدينية، وواقعية القضايا الدينية، إلى غيرها من المباحث الفلسفية المتعلقة بفلسفة الدين والمائزة لها عن علم الكلام.
والبحث الفلسفي عن الدين وإن يضرب بجذوره إلى عمق التاريخ، لكنه بمعناه الجديد حديث الولادة لم يمض عليه إلا بضعة قرون، و بالضبط بعد عصر التنوير حيث تبلور في اتجاهين متعاكسين:
- البحث والتحليل العقلاني للدين والمعتقدات الدينية بغية الوصول إلى الحقيقة .
- البحث والتحليل العقلاني التوصيفي من دون لحاظ الوصول إلى الحقيقة بل ربما مع محاولة التشكيك في تلك الأسس والمبادئ.
وقد توسع نطاق مباحث فلسفة الدين وانتشرت بين الباحثين ولاقت إقبالاً ورواجاً بسبب التقَدّم العلمي
والتقني وما أحدثه من تطورات معرفية وظهور مدارس ومكاتب فكرية متنوعة أظهرت القطيعة مع الماضي، أو حاولت عقلنته، أو قولبته بقوالب جديدة تواكب التقدم و التحضّر.
من الفلاسفة الذين أسهموا في هذا الجانب ، المفكر والفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم ( 1711 – 1776 ) حيث كان له تأثير سلبي شكيّ في فضاء الدين، إذ رام إثبات قضايا الدين من خلال الاستدلال العقلي التجريبي، مما أدى إلى وقوعه في فخ الشك وإنكار بعض الأدلة. فمما تطرق إليه في مباحثه مسألة العلّية، ومسألة الإلهيات وأدلة إثبات وجود الباري، ومسألة الشرور وخلود النفس والمعاجز.
وقد انبرى الدكتور محمد فتح علي خاني، أستاذ الفلسفة والكلام في معهد دراسات الحوزة والجامعة بمدينة قم، لتتبع مباحث ديفيد هيوم المتعلقة بالدين ، والإجابة عن بعض شبهاته في مباحث العلَية وأدلة إثبات وجود الباري تعالى والمعجزة وغيرها من المباحث المفيدة.
*المصدر: التنويري.