سنُّ الأمل وأفضل المكمِّلات لبداية جديدة
كانت الزوجة في منتصف العمر تنعم بصحَّة جيِّدة وتعيش حياة سعيدة مع أسرتها، ولكن بينما كانت تقترب من سنِّ الأربعين لاحظت بعض التغيُّرات غير المألوفة، إذ أصبحت تعاني كثيرًا من تقلُّبات المزاج، مع نقص التركيز وشعور مستمر بالإرهاق الشديد.
ما المقصود بسنِّ الأمل؟
لم تَسِر الأمور على ما يرام وبدأت الزوجة المذكورة تشعر بأعراض أخرى مثل النوبات الساخنة المفاجئة والتعرُّق الليلي، فانتابها القلق والخوف لأنَّها لم تفهم ما يجري، وقرَّرت زيارة الطبيب لإجراء ما يلزم لتشخيص المشكلة.
بعد الاستماع إلى وصفها للأعراض وإجراء بعض الفحوصات، أخبرها الطبيب أنَّها تعاني من أعراض انقطاع الطمث أو (سنِّ الأمل – Menopause)، ويُقصد به ذلك الانتقال الفسيولوجي الطبيعي الذي يحدث لجميع السيِّدات بتقدُّم العمر، ويبدو أنَّ ذلك ما جعله يشكِّل ذعرًا للكثيرات منهن، إذ ترغب كل سيِّدة في الشعور بأنَّها صغيرة ومدلَّلة مهما بلغ عمرها.
وجديرٌ بالذكر، أنَّ مصطلح سنّ الأمل لا يُشير إلى عمر موحَّد بين جميع السيِّدات، ولكنَّه عبارة عن فترة أبرز علاماتها توقُّف نزول الدورة الشهريَّة لمدَّة سنة كاملة، إذ تتوقَّف المبايض عن إنتاج البويضات بصورة نهائيَّة، وبذلك لا تكون السيِّدة قادرة على الحمل أو الإنجاب مرَّة أخرى.
متى تبدأ فترة سنِّ الأمل؟
يبدأ سنُّ الأمل عادةً بين 45 – 55 عامًا، ولكن قبل أن تمرَّ به السيدة فإنَّها تمرُّ بمرحلة أخرى تسمَّى فترة ما قبل انقطاع الطمث (Premenopausal period)، وقد تبدأ في أوائل الأربعينات، ومن أبرز أعراضها ما يلي:
عدم انتظام الطمث، فقد تطول مدَّة الدورة الشهريَّة تارة، وتَقصُر تارةً أخرى، كما يمكن أن تختلف كميَّة الدم المتدفِّقة فقد يكون غزيرًا أو خفيفًا، وقد تمرُّ بعض الأشهر دون دورة شهريَّة نهائيًا.
الهبَّات الساخنة أو الحراريَّة، وهي شعور مفاجئ بارتفاع درجة حرارة الجسم وتحديدًا في الجزء العلوي منه، مثل الوجه والرقبة والصدر، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالتعرُّق الشديد، وإذا حدثت في أثناء الليل فإنَّ التعرُّق الليلي حينئذٍ سيتحوَّل إلى سببٍ للأرق والإرهاق.
تصبح السيِّدة أكثر عرضة للاكتئاب جراء ما تواجهه من تقلُّبات مزاجيَّة حادَّة وعصبيَّة تبدو غير مبرَّرة.
جفاف المهبل جراء انخفاض مستوى هرمون الإستروجين بالدم، ممَّا يعني أنَّ الجماع سيصبح مؤلما، كما أنَّ المهبل والجهاز البولي سيصبحان أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى.
انخفاض احتمالات حدوث الحمل نظرًا لعدم انتظام التبويض، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل قد تعاني الزوجة من انخفاض الرغبة الجنسيَّة، وعدم الشعور بالإثارة أو صعوبة بلوغ النشوة عند الجماع.
الهبَّات الساخنة أو الحراريَّة، وهي شعور مفاجئ بارتفاع درجة حرارة الجسم وتحديدًا في الجزء العلوي منه، مثل الوجه والرقبة والصدر، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالتعرُّق الشديد، وإذا حدثت في أثناء الليل فإنَّ التعرُّق الليلي حينئذٍ سيتحوَّل إلى سببٍ للأرق والإرهاق.
تصبح السيِّدة أكثر عرضة للاكتئاب جراء ما تواجهه من تقلُّبات مزاجيَّة حادَّة وعصبيَّة تبدو غير مبرَّرة.
جفاف المهبل جراء انخفاض مستوى هرمون الإستروجين بالدم، ممَّا يعني أنَّ الجماع سيصبح مؤلما، كما أنَّ المهبل والجهاز البولي سيصبحان أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى.
انخفاض احتمالات حدوث الحمل نظرًا لعدم انتظام التبويض، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل قد تعاني الزوجة من انخفاض الرغبة الجنسيَّة، وعدم الشعور بالإثارة أو صعوبة بلوغ النشوة عند الجماع.
تفقد العظام كثافتها بصورة ملحوظة في هذه الفترة ممَّا يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام إثر انخفاض هرمون الإستروجين.
زيادة نسبة الكوليسترول الضار، وانخفاض نسبة النافع منه، فتزيد احتماليَّة الإصابة بأمراض القلب والأوعيَّة الدمويَّة، ممَّا يعيق إقبالها على أي أنشطة جنسيَّة مع زوجها.
زيادة غير مرغوبة في الوزن مع فقدان امتلاء الثدي، ممَّا قد يفقدها ثقتها بنفسها.
لماذا تمرُّ المرأة بسنِّ الأمل؟
يحمل مبيضا كل أنثى مخزونًا هائلًا من البويضات منذ الولادة، ويبلغ متوسّط عددها نحو 400 بويضة على أن يُطلِق كل مبيض بويضة واحدة فقط كل شهر بداية من سنِّ البلوغ لتواجه أحد احتمالين:
- إما أن تلتقي بحيوانٍ منوي من الزوج ويحدث الحمل.
- أو لا يحدث حمل وينتهي بها المطاف في الدورة الشهريَّة في صورتها المعروفة.
وتستمرُّ هذه العمليَّة حتى ينفد مخزون المبيضين، ويتوقَّفا عن إطلاق البويضات بصورة نهائيَّة، وبذلك تكون قد بلغت المرأة سنّ الأمل، وقد تصل إليه بعض النساء في سنٍّ مبكّرة ويسمَّى عندئذٍ سنّ الأمل المبكِّر.
ما هو سنُّ الأمل المبكِّر؟
يحدث سنّ الأمل المبكِّر للمرأة عندما تنقطع الدورة الشهريَّة قبل أن تبلغ السيِّدة 45 عامًا، وتُعرف طبيًّا باسم (Early Menopause)، ويحدث لعدَّة أسباب، من أهمّها:
- إجراء عمليَّة استئصال المبايض.
- استئصال الرحم.
- العوامل الوراثيَّة.
- التدخين.
- التعرُّض للعلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
- الإصابة بأمراض الغدَّة الدرقيَّة.
كيف يمكن التعامل مع فترة انقطاع الطمث؟
تفضِّل أغلب السيِّدات اللجوء إلى ما يُعرف بالطب التكميلي، أي استخدام المكمِّلات الغذائيَّة لتساعدهن على تجاوز فترة انقطاع الطمث بأقل قدر من المضاعفات، ويأتي على رأسها:
المنتجات والمكمِّلات التي تحتوي على الميلاتونين:
وهو في الأصل هرمون تفرزه الغدة الصنوبريَّة بالجسم (Pineal gland)، يساعد في التخلُّص من فترات الأرق المصاحبة لانقطاع الطمث ممَّا يعزِّز تنظيم النوم.
الأطعمة غنية بالملاتونين مثل المكسرات ك اللوز والكاجو والفستق، العنب والكرز و حبوب الذرة.
الكالسيوم وفيتامين د،
- السمسم.
- منتجات الألبان المختلفة.
- فول الصويا.
- الأسماك.
- الخضروات الورقيَّة.
- كما يُعدُّ ضوء الشمس مصدرًا مجانيًّا ودائمًا للحصول على فيتامين د اللازم لامتصاص الكالسيوم.
فيتامين ب، ويُعدُّ ضروريًّا لعدَّة أسباب:
تحقيق التوازن الهرموني، إذ يلعب فيتامين ب6 على وجه الخصوص دورًا في تنظيم الهرمونات، وقد يساعد في تخفيف أعراض انقطاع الطمث من تعرُّقٍ ليلي واضطراب النوم والتقلُّبات المزاجيَّة.
- B1 (الثيامين)
- B2 (الريبوفلافين)،
- B3(النياسين)،
- B5 (حمض البانتوثينيك)،
- و B12 هي فيتامينات ضروريَّة لإنتاج الطاقة في الجسم في أثناء انقطاع الطمث، إذ إنَّها مرحلة تتَّسم بالإجهاد والشعور المستمر بالتعب، ويمكن أن يساعد تناول كميات كافية من هذه الأنواع في مكافحة مثل هذه الأعراض.
- يساعد فيتامين B6 وB9 (حمض الفوليك) و B12 في تقليل مستويات الحمض الأميني المعروف باسم الهوموسيستين (Homocysteine)، ممَّا قد يساعد في الحفاظ على صحَّة العظام كما يقلِّل من فرصة التعرُّض لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويَّة.
- يشارك فيتامين B6 في إنتاج النواقل العصبيَّة مثل السيروتونين والدوبامين، التي تلعب دورًا مهمًّا في تهدئة الحالة المزاجيَّة.
- من الضروري أيضًا للسيِّدات في سنّ الأمل أن يحافظن على نظام غذائي متوازن يتضمَّن الأطعمة الغنيَّة بفيتامينات ب مثل:
- الحبوب الكاملة.
- البقوليَّات.
- الخضروات الورقيَّة.
- البيض.
- اللحوم الخالية من الدهون.
- منتجات الألبان قليلة أو منزوعة الدسم.
فيتامين أ،
الذي غالبًا ما يرتبط بصحَّة العين والمناعة، مهمّ أيضًا في فترة سنّ الأمل للأسباب التالية:
- يشارك في تكوين خلايا الجلد الصحيَّة والحفاظ عليها، ويعزِّز من إنتاج الكولاجين. ممَّا يساعد في تقليل علامات الشيخوخة وتحسين صحَّة الجلد بصورة عامَّة.
- يدعم تمايز وظيفة ناقضات العظم (osteoclast)، التي تشارك في تكسير أنسجة العظام القديمة.
- يساعد في تخليق الهرمونات الستيرويديَّة، ومنها الإستروجين، وبذلك يعمل على إعادة توازنه بعد أن انخفضت مستوياته بالدم جراء انقطاع الطمث.
- قد تعاني السيدات في سنِّ الأمل من تغيرات في الرؤية، مثل جفاف العين وزيادة الحساسيَّة للضوء. لذا يمكن أن يساعد تناول كميَّة كافية من فيتامين أ في دعم صحَّة العين وتخفيف هذه الأعراض.
وقد تلجأ بعض السيِّدات إلى تناول الأعشاب الطبيعيَّة لتجاوز أعراض فترة سنّ الأمل، مثل:
- عشبة الكوهوش السوداء.
- بذور الكتَّان.
- الجينسنغ.
- عشبة البرسيم الأحمر.
- اليام البري
نصائح أخرى تساعدكِ في تجاوز أعراض انقطاع الطمث
بالإضافة إلى الأمور المذكورة أعلاه. هناك بعض النصائح العامَّة التي يمكن أن تساعد في تحسين صحَّة السيِّدة التي تمرُّ بفترة انقطاع الطمث، ومن بينها:
الحفاظ على وزن صحِّي: إذ يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكَّري.
تناول الأطعمة الغنيَّة بالبروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنيَّة الأساسيَّة، وتجنُّب الأطعمة الغنيَّة بالدهون المشبعة والسكَّريات المضافة.
تجنُّب المشروبات الكحوليَّة إذ تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والكبد والسرطان.
الإقلاع عن التدخين.