صدر عن دار البشير ودار عباد الرحمن في القاهرة كتاب (دمياط منفى السلاطين والأمراء ) للباحث أحمد اللقاني، الكتاب تميز برصده الدقيق لهذا الظاهرة السياسية في التاريخ المصري، ويركِّز الكتاب على محورين الأول تاريخ مدينة دمياط والثاني المنفىين إلى دمياط وظاهرة النفي، يذكر أحمد اللقاني أن : دِمْياط([1]):«ذكرها جوتييه في قاموسه، فقال: إنّ اسمها القديم Ta-meht، ومعناه: بلد الشمال، والروميّ Tamiathis، والقبطيّ Temiat، ومنها اسمها العربيّ دِمْياط. وقال إميللينو في جغرافيته: إنّ اسمها القبطيّ Tamiati([2])، واسمها اللاتينيّ Damiette»([3]). ووردت في التوراة باسم كفتور([4])، وقيل غير ذلك في اسمها، وفي معناه([5]).
لقد كان لموقع دِمْياط دور مهم على كافة الأصعدة، فقد أهَّلها لتكون مركزًا تجاريًّا بين مصر ودول وممالك البحر المتوسط([6])، كما ساعدها ثراؤها الزراعي لأنْ تكون أحد أهم المراكز الصناعية بمصر([7])، فقد حَظِيَت المصنوعات الدِّمْياطيّة -مثل صناعة المنسوجات، بأنواعها- بشهرة واسعة، ليس بمصر وحسب، بل في أرجاء الخلافة الإسلامية، كما كان لموقعها دور مهم في وضع المدينة العسكريّ والسياسيّ.
الموقع الجغرافي
تقع دِمْياط شمال دائرة الاستواء، عند دائرة عرض 31 درجة و24 دقيقة؛ ما يجعلها تقع ضمن أحد الإقاليم المناخية المعتدلة، وهو إقليم مناخ البحر المتوسط، فلا هي بعيدة عن مناطق تعامد الشمس على دوائر العرض الرئيسة -دائرة الاستواء ومدارَي السرطان والجَدْي- ولا هي بقريبة، كل هذا جعلها من المناطق المعتدلة. كذلك «فإنّ الموضع المعتدل على الصحة؛ من البلدان العامرة… وأيضا فمجاورة دِمْياط للبحر وإحاطته بها تجعلها معتدلة بين الحرّ والبرد، خارجة عن الاعتدال إلى الرطوبة، فيكون الغالب عليها المزاج الرطب الذي ليس بحارّ ولا بارد»([8]).
وتقع دِمْياط في أقصى شمال البلاد، «على الشاطئ الشرقيّ لفرع النيل الشرقيّ، المعروف بفرع دِمْياط، وبينها وبين مصب هذا الفرع في البحر الأبيض المتوسط 15 كيلو مترا»([9])؛ فهو لذلك يحمل اسمها، كما تبعد عن القاهرة حوالي 190 كيلو متر. ويبلغ طول فرع دِمْياط، فيما بين «القناطر الخيرية والبحر المتوسط حوالي 245 كم، بينما طول فرع رشيد 239 كم»([10])، أي: يقل عن الآخر ستة كيلو مترات.
فهي تطلّ على «بحيرة مصر([11])، التي تدعى بحيرة تِنِّيس([12])، وهي متَّصلة ببحر الروم، ويصبّ فيها نهر النيل. وهذه البحيرة عذبة المياه في الصيف، ويغدو ماؤها في الشتاء مِلْحًا، حين يقل منسوب الماء في نهر النيل»([13]).
«ومن شماليّ دِمْياط يصب النيل إلى البحر المِلْح في موضع يقال له: «الأُشْتُوم»، عرض النيل هناك نحو مئة ذراع([14])، وعليه من حافتَيه سلسلة حديد»([15])، «عليها حرسٌ، لا يخرُج مركبٌ إلى البحر المِلْح، ولا يدخل، إلّا بإذنٍ»([16]).
موقع دِمْياط من الفُسْطاط والمدن المجاورة
يمكن الوصول إلى دِمْياط إمّا عن طريق النيل -فرع دِمْياط- الذي يصبّ بالقرب منها، وإمّا عن طريق البر. وقد قدّم لنا الشريف الإدْرِيْسِيّ([17]) (ت 558 هـ) وصفًا تفصيليًّا للطريق من دِمْياط إلى الفُسْطاط، وحدَّد المسافة بالأميال بين كل بلدة وأخرى، كما حدَّد الوقت الذي يستغرقه من أراد النزول من الفُسْطاط إلى دِمْياط وغيرها من المدن المجاورة.
«فمن أراد النزول من مصر إلى تِنِّيس، وبينهما تسعة أيام([18])، ومن تِنِّيس إلى دِمْياط مجرى، ومن دِمْياط إلى رشيد يومان، ومن رشيد إلى الإسكندرية مجرى، ومن الإسكندرية إلى مصر ستة أيام([19])». إذن فمن دِمْياط إلى الإسكندرية مسيرة يومان([20])، ولعل ذلك عن طريق البحر، أمّا إذا «سار السائر مع الساحل من دِمْياط مُغَرِّبًا ينتهي… إلى الإسكندرية على النيل، وذلك مقدار مسافة خمس أيام بالتقريب»([21]).
كما تمّ مدُّ جسرٍ فيما بين قَلْيُوب إلى دِمْياط -حيث تبلغ المسافة 150 كم تقريبا- وذلك في عهد بِيْبَرس الجاشِنْكِير([22])(708- 709 هـ)، سنة ثمان وسبع مئة، وكان السفر فيما بينهما يستغرق يومين([23])، إلا أنّ النيل -في الغالب- كان هو الطريق المستخدم في نقل المنفىين من القاهرة إلى دِمْياط. وكان يتم تحت حراسة مُشدَّدة؛ لضمان تسليم المنفى إلى المسؤول عنه في دِمْياط، إلا أنّه كانت هناك بعض الاستثناءات؛ حيث كان المنفى ينتقل بمفرده إلى دِمْياط. وكما سبق فقد كانت الرحلة تستغرق حوالي أربعة أيام من الفسطاط حتى دِمْياط، كما ذكر الطبري ومن بعده كارستن نيبور.
إذن تتوسط دِمْياط العديدُ من المدن المهمّة؛ فَيَحُدّها من الغرب رَشِيْد (على بعد 152كم)، والإسكندرية (على بعد 165كم)، ولا يخفى ما لهاتَيْن المدينتين من أهمية عسكرية واقتصادية.
كما تَحُدّها شرقًا كل من تِنِّيس والفَرَمَا (بالقرب من بور سعيد، وهي على بعد 52كم )، اللّتان كانتا أهم مدن هذه المنطقة، حتى ورثتهما دِمْياط في الأهمية، وكذلك منطقة قَطْيَا (وهي على بعد 130 كم تقريبا)، التي كانت نقطة تفتيش للداخل والخارج من مصر من جهة الشام([24])، وكذلك مدينة المَنْصُوْرَة جنوبًا (على بعد 59كم)، والتي كانت بها نهاية الحملة الصليبية السابعة.
وليس أدلّ على أهمية موقع دِمْياط، من استماتة الفِرِنْج (الصليبيين) في الحصول عليها، سنة خمس عشر وست مئة، ثمّ بعد حصولهم عليها «بذل المسلمون لهم تسليم بيت المقدس، وعَسْقلَان، وطَبَرِيّة، وصَيْدا، وجَبَلَة، واللّاذِقِيّة، وجميع ما فتحه صلاح الدين من الفِرِنْج بالساحل، وقد تقدم ذِكْرُه، ما عدا الكَرَك؛ ليسلموا دِمْياط؛ فلم يرضوا»([25]).
وقد وقع اختيارُ الحكام على دِمْياط وعلى غيرها من المدن البعيدة عن العاصمة لتكون منفى للمعارضين السياسيين، أو أرباب الجرائم. فيقول على باشا مبارك: «يؤخذ من كتاب «نزهة الناظرين» وغيره أنّها: كانت في بعض تلك الأزمان لوقوعها في أقصى القطر، مَحِلًّا لنفي أرباب الجرائم، كغيرها من البلاد المتطرِّفة، كرشيد وإسكندرية وقوص»([26]).
وبعد هذا العرض السريع؛ يذكر اللقاني العديد من النتائج، منها:
-أن موقع دمياط الحيويّ أكسبها مكانة متميزة بين جيرانها، ليس هذا فحسب، بل وبين مدن مصر.
-كما ساعدها موقعها أن تكون محصّنة بصورة طبيعية؛ فأمامها البحر المتوسط، وجنوبيّها فرع دمياط، وشرقيّها بحيرة تِنِّيس.
-كذلك بُعدها عن العاصمة، أهَّلَها لتكون مقرًّا صالحًا للنفي.
-وكما كان موقعها يمثل ميزة لها، فقد جرّ عليها الغارات، والهجمات المتتالية من أعداء الدولة الإسلامية.
-كان لموقعها دور مهم في جعلها أحد أهم الثغور المصرية، ومنطلقًا للغزوات على مر العصور.
-كما كان لهذا الموقع دور مهم في مكانتها الاقتصادية، فقد ظلت لفترات طويلة أهم الثغور لتصدير المنتجات المصرية للخارج، سواء لشرق المتوسط أو غربه.
الوَضْعُ العَسْكَرِيّ للمَدِينَة
يوضح اللقاني أنّ جميع المصادر التاريخية اكتفت بموقع دِمْياط، البعيد عن القاهرة، سببًا للنفي، ولعل هناك أسبابًا أخرى لاختيار المدينة منفى، وهو ما جعل المؤلف يضع بعض التصورات لهذه الأسباب، وكان ذلك بالبحث في جانبين من جوانب تاريخ المدينة، العسكريّ والسياسيّ، علَّها تفسر عِلَّة اتخاذ هذه المدينة منفى.
كانت دِمْيَاط من أمنع المدن على المسلمين أثناء الفتح؛ وهو ما نراه في دفاعها المستميت ضد الفتح الإسلامي، حتى تسلمها المسلمون صلحا، وقيل: بل قام أحد قادة دمياط بمساعدة المسلمين على فتحها([27]). واستمرت قوة المدينة وحصانتها على مر العصور الإسلامية -باستثناء بعض الفترات التي تعرضت فيها للهجمات والإغارات أو للاحتلال- وهو ما نراه جليًا عند عرض الوقائع الآتية:
لقد تعرضت الشواطئ المصرية -ومنها دِمْياط- بعد الفتح الإسلاميّ للعديد من الهجمات الرُّوميّة، إلا أنه كان لدِمْياط -وكذلك الإسكندرية- النصيب الأكبر من هذه الهجمات، ما يدل على أهمية المدينة على الجانبين العسكريّ والسياسيّ. فكان أول([28]) ما تعرضت له دِمْياط من هجمات، في ولاية شَرِيْك بن قُرَّة على مصر من قِبَل الوليد بن عبد الملك سنة 90 هـ، ثم كانت المرة الثانية([29]) في عهد هشام بن عبد الملك سنة 121 هـ، ثم المرة الثالثة([30]) في عهد المأمون بن هارون الرشيد سنة 202 هـ، إلا أنّ أقوى هذه الهجمات والغارات، ما كانت في ولاية عَنْبَسة بن إسحاق الضَّبِّيّ، حيث جاءت الروم إلى دِمْياط سنة ثمان وثلاثين ومئتين؛ فملكوها وما فيها، وقتلوا من أمكنهم قتله من الرجال، وسبوا من النساء والأطفال من المسلمين وأهل الذمة- الكثير([31])؛ «فأمر المتوكل بابتناء حصن دِمْياط»([32])، فابتُدِئ في بنائه سنة تسع وثلاثين ومائتين. وليس ذلك فحسب، بل«وأُنشأ من حينئذٍ الأسطولُ بمصر»([33]).
فقد حاولت هذه الدراسةُ أن تجيبَ عمَّا طرحتْهُ من أسئلة في المقدمة، كما أنّه تم التوصلُ إلى العديد من النتائج، وكان منها على المستوى العام: أنّ العلاقة بين استقرار الدولة وحالات النفي علاقة عكسية، فكلّما زاد استقرار الدولة؛ قلّت حالات النفي، وبالعكس.
1-أسباب اتخاذ دِمْيَاط منفى:
- الموقع الجغرافي.
- طبيعتها العسكرية.
- وضعها الإداري (السياسي).
2-الجهة المُحَدِّدَة للمنفى:
- الحاكم، هذا في الأغلب.
- أحد القادة، ممّن له نيابة عن السلطان في الحكم، أو له تسلّط عليه.
- الشخص المنفى (باختياره).
- شخص وسيط أو شفيع يحدد جهة النفي، أو يُعَدِّلَها من مكان لآخر.
3-كذلك دوافع النفي، كانت إمَّا:
- سياسية:
– الانقلاب على السلطان.
– الخروج على السلطان أو عصيانه.
– التآمر على قتل السلطان.
– رفض تنفيذ أوامر السلطان أو القيام بأي عمل دون إذنه.
– التنافس على المناصب السياسية.
– التحريض على إثارة الفتنة أو خلع السلطان.
– إدارية:
– التخاذل في آداء الواجب.
– مخالفة الآوامر.
- اجتماعية (نفسية وشخصية):
– تغيُّر نفسيّة السلطان على أحد الأمراء.
– كراهِيَة السلطان الحاليّ لشيعة السلطان السابق.
– الإساءة إلى السلطان أو إلى أحد أقاربه.
– علاقة القرابة أو الصداقة مع أحد المطلوبين سياسيًا.
– مجهولة
- حال المنفىين.
تباينت أحوال المنفىين في دِمْياط؛ فكانت الصور الآتية:
- من هؤلاء من كان ينفى ليُسْجَن بها، وقد يُفْرَج عنه فيما بعد، وقد يُقْتَل.
- ومنهم من كان يعيش حرًا ويندمج في المجتمع، ولكن داخل دِمْياط فقط.
- ومنهم من كان يعيش بحريّة تامّة، ينتقل حيث شاء -داخل دِمْياط، وبالمدن المجاورة، ولكن إن أراد العودة للقاهرة -لأمر ما- أو أراد الخروج للحج، فعليه أخذ إذن السلطان.
- بل وكان منهم من يَتَّجِر ويَتَمَوَّل.
- ومنهم من كان يعيش بَطّالًا.
- ومنهم من كانت تُخَصَّص له نفقة.
- ومنهم من أُفْرج عنه، وعاد إلى القاهرة مرة أخرى، ليعيش بها دون العودة. لأي منصب، أي: بَطّالًا .
- ومنهم من كان يعود لتولي منصبًا، أيًّا كان هذا المنصب.
- ومنهم من تحوّلت جهة نفيه من دِمْياط إلى مدينة أخرى.
- ومنهم من كانت تحوّل جهة نفيه من مدينة أخرى إلى دِمْياط نفسها.
- ومنهم من مات ودُفِن في دِمْياط.
- ومنهم من مات، فأُعِيْد جثمانه إلى القاهرة، ليُدْفَن بها.
- الإجراءات التي تعقب النفي:
- العَزْل من المَنْصِب، ومَنْحُه غيره.
- مُصَادَرَة الأموال([34]).
- التجريد أو الحرمان من الإقطاع.
- كذلك التجريد من المماليك([35]).
- الإهانة والبَهْدَلَة.
- فئات المنفىين:
لم يقتصر النفي على فئة بعينها؛ وإنّما شمل العديد من الفئات، فكان من هذه الفئات:
- الخلفاء.
- السلاطين.
- الولاة والوزراء.
- الأمراء وصغار المماليك.
- العلماء.
- الأشراف.
- الموظَّفين والإداريّين.
المسئول عن تسفير المنفىين (المُسَفِّر): - الوالي (لعله والي القلعة).
- حاجب الحُجَّاب.
- الحاجب الثاني.
- نقيب الجيش.
- أحد الأمراء الخاصكية.
- رأس نَوْبَة([36]) صغير.
- الأُوَجَاقيّ.
- المُحْتَسِب.
- أحد الدَّوَادَاريّة الصغار.
- أمير آخور([37]) الثاني.
- وسيلة النقل والتأمين:
- كان النقل النهري هو الأكثر، وكان من النادر أنْ يُسَفَّر برًّا.
- الحَرَّاقَة.
- الحراسة المُشَدَّدَة، بصحبة الأُوْجاقِي.
- ومنهم من كان يخرج بنفسه، مُخْتارًا الوسيلة التي يشاء، دون حراسة.
- تعليلات:
يري أحمد اللقاني أنه ربما لجأ هؤلاء الحكام إلى تنفيذ هذه العقوبة للأسباب التالية:
- أنّهم لم يريدوا أن يبوؤوا بإثم معارضيهم، ويتحملوا دماءهم.
- أو لأنهم كانوا أقران أو زملاء في خدمة السلاطين السابقين، فتجمعهم صلات قديمة وود يمنعهم من تصفيتهم الجسدية، وكأنهم يقولون لهم: لنفترق ونبقى على ودّنا القديم.
- أو خشية الفتنة- الاقتتال، أي: يقوم مماليك المقتول بالثأر له.
- أو لعله كانت هناك بقية من سيادة الدين، واستعمالًا لقاعدة كهذه للهروب من إثم الدِّماء..ولعل.. ولعل..
([1]) ضبطها أبو الفِدا في تقويم البلدان (ص: 116): «دِمْياط، بكسر الدال المهملة، وسكون الميم، وياء مُثَنَّاة تحتيّة، وألف وطاء مُهْمَلَة».
([2]) جغرافية مصر في العصر القبطي (ص: 77).
([3]) القاموس الجغرافي (ق2/ ج1، ص: 8).
([4]) انظر: رحلة بنيامين التَّطِيلِيّ (ص: 353).
([5]) انظر في ذلك: الانتصار لواسطة عِقد الأمصار (2/ 80).
([6]) انظر: وصف مصر (4/ 259، 262، 264).
([7]) انظر في تقدم دمياط في الصناعة: وصف مصر (4/ 184- 186)، ومراكز الصناعة في مصر الإسلامية (134- 143).
([8]) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار (1/ 113)، وانظر: الإفادة والاعتبار (ص: 5).
([9]) القاموس الجغرافي (ق2/ ج1، ص: 8).
([10]) جغرافية مصر الطبيعية (ص: 36)، وهناك أيضا عرض الفرع وقلة انحداره.
([11]) كذا سمّاها المصنف، ولم أجدها في غيره.
([12]) الاسم القديم لبحيرة المنزلة الحاليّة.
([13]) حدود العالم من المشرق الى المغرب (ص: 30)، وانظر: ملحق الخرائط، خريطة موقع دِمْياط من بحيرة تِنِّيس (المنزلة)، (ص:175).
([14]) الذراع المقصود فقهاً هو الهاشمي، والذي يقدر بـ(61.2) سم. الفقه الإسلامي وأدلته (1/ 74)، انظر في تقدير الذراع بالسنتيمتر: المكاييل والأوزان الإسلامية (83- 93)، والإيضاحات العصرية للمقاييس والمكاييل (54- 57).
([15]) المسالك والممالك (ص: 30).
([17]) نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (1/ 338، 339).
([18]) ذكر الطبري في تاريخه (9/ 194)، أن بين دمياط «وبين الفسطاط مسيرة أربعة أيام»، ولعل ذلك لفعل الرياح الشمالية التي تُسَيّر المراكب الصاعدة من شمال مصر إلى جنوبها (الصعيد= الأرض المرتفعة).
مسيرة اليوم: «كان التُّجار وأصحاب القوافل يقطعون أسفارهم بمَرَاحِل، ينزلون في كل مرحلة بمنزل؛ يستريحون فيه ويموّنون أنفسهم بما يحتاجون إليه من ماء وزاد. ويعبرون عن المسافات التي تقطعها القافلة بين منزل ومنزل آخر بـ«مسيرة»؛ فيقولون: «مسيرة يوم» أو «مسيرة نهار» وما شابه ذلك». المُفَصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام (7/ 328). ومسيرة اليوم التّام تَعْدِل: 4 بُرُد، والبريد يَعْدِل: 12 ميلًا، والميل يَعْدِل: 1848 متر؛ فيكون البريد (12 ميل× 1848 متر= 22176 متر)، 22 كم؛ فتكون مسيرة اليوم التام (4× 22): 88 كم تقريبا. أما مسيرة اليوم العادي، فهي نصف المسافة تقريبا. وهو ما يبدو للناظر من تضارب الأرقام أعلاه، فهناك سير بالبحر، وهو لا شك أسرع من السير على البر. وكذلك سير الخيول المسرعة للنجدة والحروب تختلف عن غيرها من الدواب، كبغال البريد مثلا. والسير الحثيث الجاد يختلف عن السير العادي؛ وعلى هذا يكون مسير اليوم ما بين 30 كم إلى 50 كم. انظر: المكاييل والأوزان والمقاييس (ص: 82)، والإيضاحات العصرية للمقاييس والمكاييل والأوزان (ص: 47)، والجامع لعلوم الإمام أحمد (6/ 548).
([20]) انظر: رحلة بنيامين التّطِيلِي (ص: 359).
([21]) تقويم البلدان (ص: 117)، وانظر: رحلة إلى مصر (ص: 137- 147)، وفيها يصف كارستن نيبور رحلته من القاهرة إلى دمياط، وأنها استغرقت حوالي خمسة أيام، فقد بدأ رحلته في ساعة مبكرة من أول مايو 1762، ووصل إلى دمياط في الخامس من مايو. كما استغرقت العودة حوالي أربعة أيام؛ «لأن الرياح كانت مواتية»، على حد تعبيره.
([22]) الجاشنكير: هو الأمير المسئول عن «التحدّث في أمر السِّمَاط مع الأستادار، على ما تقدّمت الإشارة إليه، ويقف على السّماط مع أستادار الصحبة». صبح الأعشى (4/ 21)، وكذلك «يتصدى لتذوق المأكول والمشروب قبل السلطان أو الأمير؛ خوفًا من أن يُدَسّ عليه فيه سُمّ». معجم الألفاظ التاريخية. (ص: 50).
([23]) انظر في أمر هذا الجسر: المواعظ والاعتبار (3/ 565، 566)، والسلوك (2 ق1/ 48، 49).
([24]) كانت بمثابة منطقة للجوازات، وكانت مكان تحصيل المُكُوس -الرسوم التي تفرض على البضائع المارّة خلال أراضي الدولة- وقد اندثرت هذه القرية، ولم يبق إلا أطلالها، في الطريق بين مدينتي القنطرة والعريش، وبينها وبين القنطرة 55 كم. انظر: القاموس الجغرافي (ق1/ 350، 351).
([25]) الكامل في التاريخ (12/ 329).
([26]) الخطط التوفيقية (11/ 119).
([27]) انظر فتح المسلمين دِمْيَاط، في: تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي (ص: 198)، وفتوح الشام (2/ 78- 81)، والمواعظ والاعتبار (1/ 581)، وفتح العرب لمصر (ص: 323، 371، 374- 376).
([28]) انظر: تاريخ الرسل والملوك، أبو جعفر الطبري (6/ 442)، والمواعظ الاعتبار (1/ 582).
([29]) انظر: المواعظ الاعتبار (1/ 582).
([30]) انظر: المصدر السابق، نفس الموضع.
([31]) انظر في أمر هذه الغارة: تاريخ الطبريّ (9/ 193- 195)، وولاة مصر (ص: 227).
([33]) المواعظ والاعتبار (1/ 583)، و(3/ 603).
([34]) يقول الجبرتي، عن حادثة نفي بعض الأمراء على يد على بك الكبير: «وأخذ منهم دراهم قبل خروجهم، واستولى على بلادهم، وفرقها في أتباعه، وكانت هذه طريقته فيمن يخرجه؛ يستصفي أموالهم أولًا، ثم يخرجهم، ويأخذ بلادهم وإقطاعهم، فيفرقها على مماليكه وأتباعه الذين يُؤمِّرَهم في مكانهم».
وقال أيضًا: «وخَلُص الإقليم المصريّ -بحريّ وقبليّ- إلى على بيك وأتباعه؛ فشرع في قتل المَنَافي الذين أخرجهم إلى البنادر، مثل: دمياط، ورشيد، والإسكندرية، والمنصورة، فكان يرسل إليهم ويخنقهم، واحدا بعد واحد…». انظر: تاريخ الجبرتي (1/ 491)، (1/ 528)
([35]) فقد كان مماليك الأمير المنفي يؤلون إلى السلطان، وهم من يسمّون بالأمراء السيفية، و«هم إحدى الفرق الثلاث التي تتكون منها فرق المماليك السلطانية. وهؤلاء السيفية هم المنسوبون للأمراء مقدمي الألوف، إلا أنهم نقلوا إلى الديوان السلطاني، لسبب من أسباب النقل، كوفاة أستاذهم أو نفيه أو قتله». النجوم الزاهرة (15/ 161)، حاشية 1.
([36]) رأس نوبة: وظيفة «موضوعها الحكم على المماليك السلطانية والأخذ على أيديهم». صبح الأعشى (4/ 18).
([37]) أمير آخور: هو الأمير المسئول عن «التحدّث على إصطبل السلطان وخيوله، وعادتها مقدّم ألف يكون متحدّثا فيها حديثا عاما، وهو الذي يكون ساكنا بإصطبل السلطان». صبح الأعشى (4/ 18، 19).
*المصدر: التنويري.