خبرني الهدهد مع أمل سليمان – فيل الجامبو

السلامُ عليكم اصدقاءُ برنامج خبرني الهدهد …

[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/333714906″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]

في طريقي للسوقِ القريب  قابلتُ صديقتي سوزان …. وبعد طولِ عناء سعدتُ بعثوري على حقيبةِ جامبو كما اريد … وصحتُ فرحة : انها الجامبو  ساضعُ فيها كلُ ما يلزمُ للسفر … ضحكت سوزان وسألتني : تعرفينَ من هو جامبو ؟ قلتُ مستغربةً : لا … أجابت في القرنِ التاسع عشر لمعَ اسمُ فيلٍ إفريقيٍ سُمي جامبو وأصبحَ من المشاهير. وقد عُرضَ هذا الفيلُ في حديقةِ الحيوان بلندن لأكثرَ من سبعةِ عشرَ 17 سنة. وجاءَ الزوارُ إلى لندن من جميعِ أنحاءِ العالم لمشاهدةِ أضخمِ حيوانٍ وقعَ في الأسرِ في ذلك الوقت. فقد بلغَ طولُهُ 3,4م ووزنُهُ أكثرُ من 6,5 طن متري. وقد اشتراهُ عامَ ألفٍ وثمانمئةٍ واثنان وثمانين 1882م رجلُ الاستعراضاتِ الأمريكي بي. تي بارنوم وجعلَ منه نجماً جذاباً في السيرك. ومنذ ذلكَ الوقت أصبحَ لفظُ جامبو يُطْلَقُ على أيِ شيٍ غايةً في الضخامة.

وفي هذه الأثناء كنا قد وصلنا المنزل ووجدتُ هدهدي ينتظرنُي امامَ الباب ، قلتُ له : هل سمعتَ عن الجامبو … أجاب : وكيف لا أعرفُهُ لقد زرتُهُ وزرتُ اصدقاءُهُ من قبل … ان الجامبو من الحيواناتِ الضخمة ..انني احبُ الفيلة وقد التقيتُ بها كثيرأ في مناطقِ السافانا والغاباتِ والصحارى والمستنقعات….  وهي أكبرُ الحيواناتِ الأرضية ِالحية، فذكورُ الفيلةِ الأفريقيةِ يمكنُ أن يصلَ ارتفاعُهُا إلى 4 أمتار (13 قدم) وتزن 7،000 كجم ( 15000 رطل).

قلت: هل الفيلةُ الضخمةُ  من كلِ مكانٍ  هي التي تشاركُ في السيرك اجابني الهدهد : لا فهناكَ انواعٌ مختلفةٌ من الفيلة منها الفيلُ الهندي وهو أقلُ حجماً من الفيلِ الإفريقي الأسود ويتسمُ بالهدوءِ النسبي وسهولةِ الانصياعِ للأوامرِ وبذلكَ  يَسْهُلُ تدريبُهُ واستئناسُه يتواجدُ  في قارةِ أسيا يعتبرُ  حيواناً من حيواناتِ الجرِ والحملِ ويُستخدمُ في عملياتِ قطعِ الغاباتِ وهو وسيلةٌ أكثرُ اقتصادية عن استخدامِ الآلات، وبسببِ طبيعتهِ تلك، سَهُلَ تدريبُهُ ليكونَ من حيواناتِ السيرك فقد لا تجدُ فيلاً أفريقياً في السيرك على سبيل المثال يتعودُ الفيلُ الهندي على اهتمامِ صاحبهِ به ويجبُ عليه اصطحابهِ يومياً للاستحمامِ وحكِ جلدهِ السميك وإن لم يفعل يرفضُ الفيلُ العمل.

يتميزُ عن الفيلِ الأفريقي بتحدبِ ظهره، والغريبُ أن أذنُهُ على شكلِ القارةِ الهندية وبذلك يمكنُ تمييزهُ عن الفيلِ الأفريقي. يتواجدُ الفيلُ الافريقي في الهند وسريلانكا وبنجلاديش تدخل الفيلةُ في الاحتفالاتِ الدينيةِ ويجري تزيينُها برداءٍ ثقيلٍ مزخرفٍ كثيرِ الألوان، كما يتمُ تغطيةُ نابيهِ بأغلفةٍ ذهبية سألتُهُ ما أهمُ ما يميزُ الفيلةَ بشكلٍ عام ؟ أجاب: الخرطومُ الطويلُ المستخدمُ لأغراضٍ كثيرةٍ تنمو قواطع َالفيلة  لتصبحَ انياب، وتكونُ بمثابةِ أدواتٍ لتحريكِ الأشياءِ وللحفرِ وكسلاحِ للقتال. كما ان رفرفةَ الأفيالِ لأذنِهِا الكبيرة، تساعدُها على التحكمِ في درجةِ حرارةِ جسمها.

كذلك يتميزُ الفيلُ بالذاكرةِ القويةِ التي تعي الأشياءَ والأماكنَ لسنواتٍ عديدة، ويستفيدُ بذاكرتهِ تلك في الوصولِ إلى مواردِ المياه في فتراتِ الجفافِ التي قد تمتدُ لسنواتٍ في أفريقيا اه  لا تنسي حاسةَ الشمِ القوية التي تمكنُهُ من شمِ الرياحِ للتعرفِ على مصادرِ المياهِ وكذلكَ الأعداء على ندرتِها فلا تخشى الفيلة حتى الأسود للفيلةِ الأفريقية آذانٌ كبيرةٌ وظهورُهُم مقعره، بينما الفيلةِ الآسيوية لها آذانٌ صغيرةٌ وظهورهُم محدبةً أو مستويه. هل تأكلُ اللحوم ؟ أجاب بلا اذ ان الفيلةَ حيواناتٌ عاشبه ( آكل للعشب) قلتُ انه حيوانٌ مخيف ؟ قال وهذا الكبيرُ  يخافُ ويرتعبُ فاعلمي ان الفيلَ يخشى  النارَ والأصواتَ العالية ولذلك فعند هجومِ الأفيالِ على المُزارع، يسرعُ المزارعونَ الآسيويونَ بحملِ شعلاتٍ ناريةٍ كما يطرقونَ على صفائح.

تأملتُ وقلتُ لله في خلقهِ شؤون. قال الهدهدُ ولتزدادي غرابةً فاعلمي ان الفيلةَ عندما تشعرُ بقربِ موتِها أو بالإنهاكِ فهي تذهبُ إلى أماكنِ المياه، وقد تموتُ هناكَ وبتراكمِ العظامِ يصبحُ ما يسمى مُجازاً بمقبرةِ الأفيال. والفيلةُ عاطفيةٌ جداً فيما يتصلُ بالموتى ويظهرُ توتُرُها وخوفُهُا إذا ما رأت جمجمةَ فيلٍ آخر، تماماً مثل َالإنسان.

نودعكم في رعاية ِالله