خبرني الهدهد مع أمل سليمان – الهدهد
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته اصدقاءُ برنامج خبرني الهدهد
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/325486425″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]
تروي لنا أمل لقاءَها الأول بالهدهدِ الذي عرفَها على مملكةِ الحيوان في الأرضِ والبحرِ والسماء تقولُ أمل في رحلتي الى معان وتحديدا الى وادي موسى لقضاءِ العطلةِ الصيفية ، جلستُ في بستانِ صديقتي العزيزة منى والتي ذهبت لاحضارِ القهوة ، كنتُ اشعرُ بتعبٍ شديدٍ من جراءِ العملِ المتواصلِ والطريقِ الطويلةِ وما ان جلستُ على الكرسي الا وحطَ طائرٌ جميلٌ بألوانهِ الجذابةِ وبحركاتهِ الجميلة و سرعانَ ما انزاحََ التعبُ عن قلبي انبعثَ السرورُ فيه وشعرتُ بالراحةِ فسبحانَ الله الخالقِ المصورِ والحكيمِ الذي لم يخلقُ شيئا سدى . وجعلَ لنا هذه المخلوقاتِ تحلقُ بصمتٍ ونحنُ ننظرُ لها ونتأملُ فيها.
هذه هي الطيورُ الصغيرةُ في حجمِها الكبيرةُ في صبرِها و شجاعتِها .. فهي التي تتحملُ المشاقَ في المسير.. وتلقي العذابَ من الصيادينَ و تفقدُ فلذاتِ أكبادِها في رحلاتِها الطويلة.
القيت السلامَ عليه وقلتُ له الستَ انت الهدهدَ الجميلَ الذي وردَ ذكرُك في القرانِ الكريم اذ قال تعالى : ” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ”
اجابني : نعم ليسَ فقط في القرانِ الكريم ايضا ورد ذكري في “التلمود” باسم “ديك البيان”، وورد ذكري في التوراةِ بين الطيورِ التي لا يؤكلُ لحمُها. أُعْرفُ باسم جاويش الطيورِ بسببِ عرفي الطويل الذي يعلو رأسي. وأتميز بشكلي الجميل وتناسقِ ألواني، فقسمي العلوي يتميزُ باللونِ البني، بينما جزئي السفلي مزيجٌ من الريشِ الأبيضِ والأسود، وأتميزُ بعرفي الطويل، وطريقتي الخاصةِ بالطيران.
سألتُه : ولماذا هذا المنقارُ الطويل ؟
قال لي : أمتلكُ منقاراً طويلاً دقيقاً ليمكننَي من الولوجِ في الأماكنِ الضيّقةِ كالثّقوبِ في الصّخورِ و الأشجار ، و بالتّالي الحصولَ على طعامي المميّزِ و المفضّل .
فقلتُ له ايها الهدهدُ الجميل : هل تعيشُ هنا باستمرار ؟
اجابني : أنا أعيشُ في مصر والحبشة (أريتريا والصومال وإثيوبيا) وأنغولا والشرقِ الأوسط و حتى في تركيا وجنوبِ أوروبا الشرقية. أقومُ بهجراتٍ موسميةٍ قصيرةٍ لذلك فأنا اتواجدُ في جميعِ أنحاءِ العالم،
ورغمَ اني قادرٌ على التكيفِ على جميعِ أنواعِ المناخ، إلا أني أفضلُ المُناخَ المعتدل والمناطقَ الخضراء. واحبُ السكنَ في جحورِ الأشجارِ أو الجحورِ الصخريةِ الضيقةِ وحتى في المبانيِ القديمة. ، والتي تكاد تكون خاليةً تماماً، ذلك لأني أخافُ من الأخطارِ والمعيقاتِ التي قد أتعرضُ لها من قبل الإنسان أو الحيواناتِ الأخرى، ومن النادرِ جداً أن أتواجدَ في الأماكنِ المُكتظة؛ كالشوارعِ أو المنازل ِِالعصريةِ الحديثة.
قلتُ له ايها الهدهد : عرفتُ ان المزارعينَ يحبونكَ ولا يطردونَك ؟
اجابَ بافتخارٍ: نعم فانا على عكسِ أنواعِ الطيور الأخرى التي تخيفُ المزارعينً على محاصيلِهم، اعتبرُ من الطيورِ التي تحمي المحاصيلَ بدلاً من أن تؤدي إلى فسادِها، حيث إنني آكلُ الحشراتِ والديدانَ التي تؤثرُ سلباً على الثمار، مما يساعد في حمايةِ المزروعات، كما أُعتبرُ من مصادرِ حمايةِ البيئةِ، ونقائِها من المبيداتِ الحشرية.
قلت له على استحياءٍ : اه ايها الجميلُ يقولون ان لكَ رائحةً نتنة ؟ هل هذا قول صحيح ؟
اخبرني الهدهد : انه قولٌ صحيح ان هذه الرائحةَ من أبرزِ أسلحتي للدفاعِ عن نفسي وعُشي وصغاري وهي عبارةٌ عن رذاذٍ ذو لونٍ أسودٍ و له قِوامٍ زيتي، اقومُ برشهِ في وجهِ أيِ شيٍ يهاجم صغارري أو عُشي، ويتميز هذا السائلُ برائحةٍ كريهةٍ جداً تجعلُ الخطرَ يزول، ولا يستطيعُ الاقترابَ مني، وهذه المادةُ مخزّنةٌ في غدةٍ موجودةٍ في جسمي.
قلت له : ولماذا يقولون عنك بالمثل ” أبصر من هدهد ” ؟
اجابني : لآن لدي قابليةً عجيبةً في طلبِ الماءِ والكشفِ عن تواجدهِ تحت الأرض حتى ان الجاحظ ذكرني في كتابهِ زاعماً ان اجداديَ كانوا يدلونَ سيدنا سليمان عليه السلام على مواضعِ الماءِ في قَعرِ الأرض .
قلت و لماذا يسمونكَ : ابو الأخبار
اجابني بكلِ اعتزازٍ : نعم لأني انقلُ الأخبارَ برويةٍ ودقةٍ ولا احرفُ كما تفعلونَ في صحافتِكم واخبارِكِم ….ولذلك سأَزورك لك كل اسبوعٍ لأنقلَ لك اخبارَ تنقلاتي وما اشاهدُه في مملكةِ الحيوانِ التي تعيشُ في البرِ والبحرِ والسماء
ودعتُه فرحةً منتظرةً منه القدومَ مرةً اخرى ليرويَ لي قصةَ حيوانٍ جديدة