صدر حديثًا عن جامعة ييل في لندن كتاب “العرب: 3000 عام من تاريخ الشعوب والقبائل والإمبراطوريات” للمستعرب البريطاني تيم ماكنتوش سميث.
يغطي الكتاب، وفقًا للناشر، ما يقرب من 3000 عام من التاريخ العربي، ويسلّط الضوء على القبائل والشعوب الرحالة التي غزت الأراضي، ونشرت لغتها وثقافتها على مساحات شاسعة. تتبّع سميث هذه العملية بالعودة إلى أصول اللغة العربية، بدلًا من ظهور الإسلام، لتبدأ سرديته بالعودة ألف عام قبل الإسلام، وتركّز على كيف أنّ اللغة العربية، سواء المنطوقة، أو المكتوبة، هي بمثابة مصدر مركزي للهوية الثقافية المشتركة لآلاف السنين.
وقال سميث عن كتابه لمحاورته، إليزابيت كنوبلاوخ، على موقع قنطرة (ترجمة يسرى مرعي): في الواقع، طلبت مني مطبعة جامعة ييل في لندن، الكتابة عن تاريخ العرب، ما كنت لأجرؤ على تنفيذ مشروع كهذا بمفردي، تجاوز للحدودِ وعمل شاق للغاية! إضافة إلى ذلك، يُعتقد أنه يوجد بالفعل الكثير من الأعمال حول تاريخ العرب. وفي الحقيقةِ، لا يوجد هذا العدد من الأعمال؛ أو على الأقل لا يوجد أعمال تغطي الفترة الزمنية بأكملها على النحو المناسبِ.
ويضيف: كنتُ حريصًا على القيام بعدة أشياء، منها أولًا، أردتُ أن أقول شيئًا أكثر مما تفعله باقي أعمال التاريخ حول القسم المبكّر (قبل الإسلام) من تاريخ العرب المسجّل، (1400 عام قبل الإسلام)، وكيف أنه شكّل بلا شك القسم الثاني من تاريخ العرب. ثانيًا، أردت كتابة تاريخ العرب في حد ذاتهم، وليس تاريخ الغزوات والفتوحات العربية والانتشار اللاحق للثقافة العربية الإسلامية، كما يجري التركيز عليه عادة في الأعمال التي تدور حول تاريخ العرب. بالطبع، المشكلة هي ماهية العرب “بحد ذاتهم”، فقد كانوا أكثر من شيء واحد على مدى الزمن.
ويوضح سميث: لست خبيرًا في التاريخِ الألماني، ولكن ما حدث (عند العرب) يشبه العملية التي حصلت في ألمانيا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حين خلقت اللغة الموحّدةُ فكرة الوحدة الثقافية، ومن ثم السياسية، بين المجموعات المختلفة. حصل شيء كهذا قبل حوالي 2000 عام مع اللغة العربية. ربما تلاشى كل شيء في ما بعد، لكن اللغة حُفِظت من دون المساس بها، في القرآن، ومن ثم أصبحت لغة التواصل المشتركة لإمبراطورية واسعة.
________
*المصدر: وكالات.
*المصدر: التنويري.