تحدِّيات تواجه ذوي الإعاقة عند الزواج وأهمُّ النصائح للتغلُّب عليها
التحدِّيات التي تواجه ذوي الإعاقة عند الزواج كثيرة و تمثِّل الحياة الجنسيَّة جانباً كبيراً منها فهي عُنصر اساسي في حياة الإنسان ولا يمكن فَصلُها عن جوانب حياته الأخرى، ووجود إعاقة جسديَّة أو إدراكيَّة لا يغيِّر ذلك ولا يلغي رغبته في التعبير عنها، فإذا كانت إعاقتك تضعف قدرتك الجسديَّة على ممارسة حياة جنسيَّة منتظمة، أو تجعلك تفتقر إلى الثقة؛ فقد تشعر بالقلق بشأن الزواج، وهذه المشاعر طبيعيَّة تمامًا. لكن ما أبرز التحدِّيات التي تواجه ذوي الإعاقة عند الزواج؟ وكيف يمكن التغلُّب عليها؟
التحدِّيات التي تواجه ذوي الإعاقة عند الزواج
عند الزواج، قد تؤثِّر إعاقتك في قدرتك على عيش النشاط الجنسي الذي تريده، وقد تضطر إلى التعامل مع العلاقة الجنسيَّة بشكل مختلف، وقد تواجه بعض التحدِّيات والمخاوف، مثل:
- القلق بشأن العثور على زوج/زوجة.
- القلق إزاء كيفيَّة تحرُّك جسمك أو عمله.
- القلق إزاء ما إذا كان (زوجك/زوجتك) سوف يجدك جذَّابًا.
- عدم الثقة في قدراتك الجنسيَّة أو أدائك الجنسي.
- القلق بشأن مشاعر زوجك/زوجتك تجاهك.
- القلق بشأن الألم أثناء العلاقة الجنسيَّة.
- طاقة ورغبة أقلّ في ممارسة الجنس.
- القلق بشأن إمكانيَّة إنجاب الأطفال.
- القلق بشأن ما يفكِّر فيه الآخرون، والتمييز.
نصائح للتغلُّب على التحدِّيات التي تواجه ذوي الإعاقة عند الزواج
من الطبيعي أن تشعر بالإحباط بشأن تأثير إعاقتك على حياتك الجنسيَّة، قد يكون من المفيد أن تدرك أنَّهُ قد يتعيَّن عليك أنت و(زوجك/زوجتك) التعامل مع العلاقة الجنسيَّة بشكلٍ مختلف، وإيجاد طرق جديدة أو مختلفة، لإرضاء بعضكما البعض.
إذا كانت التحدِّيات التي تواجهك عند الزواج بشأن إعاقتك وتأثيراتها على حياتك الجنسيَّة كبيرة؛ فقد ترغب في التحدُّث إلى طبيبك، وإذا كان التحدُّث حول الجنس يجعلك محرجًا أو خائفًا، فتذكَّر أنَّ الجنس موضوع طبيعي تمامًا، وإذا لم يتمكَّن الطبيب من مساعدتك؛ فقد يحيلك إلى أخصَّائي آخر يمكنه الإجابة عن أسئلتك وتخفيف أي مخاوف لديك.
إضافةً إلى استشارة المختصِّين، إليك أهمُّ النصائح للتغلُّب على التحدِّيات التي تواجه ذوي الإعاقة عند الزواج:
التواصل:
إنَّ مناقشة مشاعركما واهتماماتكما علنًا هي أفضل طريقة لحلِّ المشكلات معًا كزوجين؛ لذا عبِّر عن احتياجاتك بوضوح، ليس فقط فيما يتعلَّق بالعلاقة الحميمة والجنس، بل بالحياة اليوميَّة أيضًا.
اقرأ أكثر:
اعرف أكثر عن الجنس لمن هم بحالتك أو إعاقتك، فقد يساعدك الحصول على الكثير من المعرفة على الشعور براحة أكبر أثناء التحدُّث مع طبيبك.
راقبا بعضكما البعض:
كزوجين، من المهمّ أن يراقب كل منكما علامات تدهور الحالة الصحيَّة أو أي مشكلات أخرى، وكذلك تقديم الدعم والراحة لبعضكما.
اعترف بطبيعتك الجديدة:
إذا كانت إعاقتك ناتجة من حادث أو مرض مزمن وليست خلقيَّة؛ فحاول تقبُّل أنَّ علاقتك قد تتغيَّر إلى الأبد بسببها، وانظر ما إذا كان بإمكانك التوصُّل إلى “وضع طبيعي” جديد لكليكما.
التواصل مع الأصدقاء:
قد يمنحك البقاء على اتِّصال اجتماعي مع الأصدقاء شعورًا أكبر بالإيجابيَّة تجاه الحياة.
التخلُّص من التوتُّر:
يمكن أن تسبِّب المشكلات الماليَّة وضغوط العمل والمسؤوليَّات العائليَّة الكثير من التوتُّر، حاول قدر الإمكان معالجة هذه المشكلات حتَّى لا تؤثِّر على حياتك عمومًا وحياتك الجنسيَّة خصوصًا، بما في ذلك رغبتك في العلاقة الحميمة.
اللُّطف والإحسان:
إنَّ التعامل برفق مع بعضكما البعض كزوجين من شأنه أن يساعد في بناء العلاقة الحميمة ومشاعر المحبَّة بينكما.
اختيار وقت مناسب:
عندما تكون متعبًا؛ قد يبدو الجنس وكأنَّهُ مجرَّد عبء عليك، فإذا كانت هناك أوقات في يومك تكون فيها مستويات الطاقة لديك أفضل من غيرها؛ ففكِّر في ممارسة الجنس فيها، واحرص على ممارسة العلاقة ببطء وسهولة دون عجلة.
ماذا عن التربية الجنسيَّة للشباب والفتيات ذوي الإعاقة؟
يحتاج الشاب ذو الإعاقة إلى الحصول على تربية جنسيَّة تمامًا مثل الشاب غير المعاق، وإضافةً إلى النهج العامّ للتربية الجنسيَّة، يجب أن تشمل التربية الجنسيَّة للشباب ذوي الإعاقة ما يلي أيضًا:
- توضيح حقيقة أنَّ الأشخاص ذوي الإعاقة يمكن أن يتمتَّعوا بحياة زوجيَّة وجنسيَّة مُرضية.
- توضيح المشكلات الجنسيَّة التي قد تكون مرتبطة بإعاقتهم.
- توضيح القواعد الاجتماعيَّة مثل السلوكيَّات التي يمكن إظهارها أمام الناس، وتلك التي تتطلَّب خصوصيَّة تامَّة، والحدود الشخصيَّة.
- تقديم التثقيف الجنسي للشاب الذي يعاني من إعاقة معرفيَّة بطريقةٍ يستطيع فهمها.
- تقديم معلومات مناسبة للفتيات حول سنِّ البلوغ والحيض (لا تؤثِّر معظم الإعاقات على موعد بدء الدورة الشهريَّة) والعلاقات الزوجيَّة والجنسيَّة.
للمزيد يمكنك الإستماع الى: مودة بودكاست – التربية الجنسية لليافعين
كيف يمكن دعم الحياة الجنسيَّة لدى الأطفال والشباب ذوي الإعاقات النمائيَّة؟
إذا كان ابنك يعاني من إعاقة نمائيَّة؛ فيجب أن تعلم أنَّه سيمرُّ بنفس مراحل النموّ الاجتماعي والجنسي لأي طفل آخر، ولكن بمعدَّل مختلف، وبالتالي فإنَّ المعلومات التي يحتاجها طفلك هي المعلومات نفسها التي يحتاجها باقي الأطفال، مع اختلاف توقيت وكيفيَّة تقديم المعلومات.
فيما يأتي مجموعة من النصائح العمليَّة التي ستفيدك في تقديم المعلومات الجنسيَّة لطفلك:
- اجعل المعلومات بسيطة وراجعها كثيرًا.
- استخدم الرسومات المناسبة أو الصور الأخرى لتوضيح ما تقوله.
- تأكَّد من أنَّ البالغين في حياة طفلك يستخدمون لغة ومفاهيم مماثلة.
- استخدم الصور العائليَّة لشرح العلاقات.
- استخدم النماذج والدمى الصحيحة تشريحيًّا لشرح أجزاء الجسم الخاصَّة والعامَّة.
- استخدم قصصًا من الحياة الواقعيَّة وأمثلة عن السلوك الخاصّ والعامّ.
- استخدم لعب الأدوار والتمثيل لشرح فكرة الحدود المناسبة.
- درِّبه على قول “لا” للمس غير المرغوب فيه.
- بما أنَّ المهارات الاجتماعيَّة تتطوَّر من خلال الخبرة؛ فإنَّه يجب الاهتمام بعلاقات ابنك مع أقرانه وتشجيعها.
- استعن بأي جمعيَّة إعاقة محليَّة وطبيب طفلك للوصول إلى معلومات حول وسائل منع الحمل والممارسات الجنسيَّة الأكثر أمانًا والوضعيَّات الممتعة التي يحتاجها حتى يستمتع بحياة جنسيَّة آمنة ومرضية.
كيف يمكن دعم الحياة الجنسيَّة لدى الأطفال والشباب ذوي الإعاقات الجسديَّة؟
يمرُّ الطفل ذو الإعاقة الجسديَّة بمراحل النموّ الاجتماعي والجنسي نفسها لأي طفل آخر لا يعاني أي مشكلة، وسيكون فردًا مؤهّلًا للزواج إذا حصل على التثقيف والتدريب المناسبين، فيما يأتي بعض النصائح:
- إضافة إلى سماع قصص عن زواج ذوي الإعاقة، قد يحتاج ابنك إلى مساعدة في تخيُّل آليَّات ممارسة الجنس مع مستوى قدرته البدنيَّة الخاصّ، ويجب إيضاح أنَّه إذا كان يستخدم كرسيًّا متحرِّكًا -على سبيل المثال- فهناك بعض الأوضاع الجنسيَّة التي قد لا تكون ممكنة.
- كما هو الحال مع جميع الأطفال، يجري تطوير المهارات الاجتماعيَّة من خلال الخبرة، وبالتالي يجب التعامل مع المخاوف الكثيرة التي تصاحب تربية الطفل ذي الإعاقة الجسديَّة، والاهتمام بعلاقاته مع أقرانه وتشجيعها.
- استعن بمتخصِّصي الرعاية الصحيَّة لمساعدتك في الحصول على معلومات حول الأمور التي يحتاجها ابنك للتمتُّع بحياة جنسيَّة مرضية.