برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة الثامنة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة الثامنه من برنامج شذرات اخلاقية تقبلو مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع.
الحكمة مخافة الله. فلا تجعلوا من مناصبكم مصدر ضلم للرعية والعباد فكلكم راع فكلكم مسؤول عن رعيته فالعبد مسؤول من سيده ارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء.انهم طغوا واستكبرو لكن نسو ان الله رحمن رحيم رؤوف بالعباد.خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم ….
يحكى أن.. كان هناك ملك ظالم يحكم قرية صغيرة، حكم على نجار فقير في يوم بالموت، فتسرب الخبر إلي النجار ليلتها ولم يستطع النوم من شدة الخوف والقلق، فقالت له زوجته الذكية : ايها النجار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة، نزلت هذه الكلمات على قلب النجار فأصابته بالسكينة والطمأنينة وزادته ثقة وإيماناً بالله عز وجل فغفت عيناه ونام حتى الصباح، ولم يفق من نومه إلا على صوت قرع الجنود علي الباب.
استيقظ النجار من نومه مفزوعاً وقد شحب وجهه من الخوف، ونظر إلي زوجته في يأس وحسرة كأنه يلومها على ثقته بها وتصديقه لها، فتح الباب بيدين ترتجفان ومدهما في استسلام للحارسين حتى يقيدانه، فقال أحد الحراس بصوت خافت وكأنه غير مصدق نفسه : لقد مات الملك ونريدك أن تصنع له تابوتاً
أشرق وجه النجار ونظر إلى زوجته نظرة امتنان واعتذار وشكر وقد أدرك معنى كلامها، فابتسمت الزوجة في بساطة وقالت تعيد كلماتها من جديد ” أيها النجار نم ككل ليلة فالرب واحد والأبواب كثيرة ” .
الحكمة من القصة : لا تفكر فلها مدبر .. العبد يرهقه التفكير والقلق والمخاوف. والله تبارك وتعالى يملك التدبير، ومن اعتز بمنصبة فليتذكر فرعون الظالم، ومن اعتز بماله فليتذكر قارون، ومن اعتز بنسبه فليتذكر أبا لهب، إنما العزة والملك لله وحده سبحان عزه وجل.
الخير يثمر دائما” الكلمة الطيبة جوهر ثمين ، تكسبنا سحر العقول بحسن الاخلاق وناهيك عن هذة الكلمات الطيبة يجار عليها من قبل حاكم عادل يراعي احوال رعيته ويغرس فيهم النبل والاخلاق خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم…… .
يحكى أن الملك الفارسي( أنوشروان_ كسرى الاول) “الذي وُلد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في عهده” أعلن في الدولة بأن من يقول كلمة طيبة فسيمنحه اربع مائة دينار، وفي يوم كان الملك يسير بحاشيته في المدينة ورأى فلاحاً عجوزاً في التسعينات من عمره. وهو يغرس شجرة زيتون
فقال له الملك لماذا تغرس شجرة الزيتون وهي تحتاج إلى عشرين سنة لتثمر وأنت عجوز في التسعين من عمرك، وقد دنا أجلك ؟
فقال الفلاح العجوز: …السابقون زرعوا ونحن حصدنا ونحن نزرع لكي يحصد اللاحقون.
فقال الملك أحسنت فهذه كلمة طيبة فأمر أن يعطوه اربع مائة دينار فأخذها الفلاح العجوزوابتسم..
فقال الملك: لماذا ابتسمت؟
فقال الفلاح: شجرة الزيتون تثمر بعد عشرين سنة وشجرتي أثمرت الآن..
فقال الملك : أحسنت أعطوه اربع مائة دينار أخرى، فأخذها الفلاح وابتسم.
فقال الملك : لماذا ابتسمت، فرد الفلاح : شجرة الزيتون تثمر مرة في السنة. وشجرتي أثمرت مرتين….
فقال الملك: أحسنت أعطوه اربع مائة دينار أخرى ثم تحرك الملك بسرعة من عند الفلاح.
فقال له رئيس الجند: لماذا تحركت بسرعة؟
فقال الملك : إذا جلست إلى الصباح فإن خزائن الأموال ستنتهي وكلمات الفلاح العجوزلا تنتهي.
وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته….