برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة الثالثة عشر
السلام عليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة الثالثة عشر من برنامج شذرات اخلاقية تقبلوا مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع.
قالى تعالى: (ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وهي تعني أن يجعل بين الزوجين المحبة والشفقة، من الأهم وجوده بين الزوجين هو تبادل الكلام والعبارات الجميلة وتمني الخير احدهما للاخرخليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم……
كان في إحدى المدن زوجان فقيران، يعيشان حياة مليئة بالسعادة، وكان الحب بينهما يزداد يوما بعد يوم. وكان لكل منهما رغبة: فالزوج يملك ساعة ذهبية ورثها عن أبيه ويتمنى الحصول على سلسلة من نفس المعدن ولكنه لايستطيع بسبب الفقر والزوجة تملك شعرا ذهبيا وتتمنى الحصول على مشط جيد ولكنها لا تستطيع بسبب الفقر.
ومع مرور الزمن نسي الزوج سلسلته وبقي يفكر كيف يجلب مشطا جيدا لزوجته،وفي نفس الوقت نسيت الزوجة مشطها وبقيت تفكركيف تجلب السلسلة الذهبية لزوجها.
ويوم الذكرى العاشرة لزواجهما تفاجأ الزوج اذ رأى زوجته قادمة اليه وقد قصت شعرها الاشقر الجميل فقال لها ماذا فعلت بشعرك ايتها الغالية وعندها فتحت يديها فلمعت فيها سلسلة ذهبية وقالت لقد بعته لاشتري لك هذه.فقال لها الزوج وقد دمعت عيناه ما الذي فعلته يا عزيزتي واخرج من جيبه مشطا جميلا وقال وانا بعت ساعتي واشتريت لك هذا.وعندها تعانقا دون ان يقولا شيئا،كان كل منهما غنيا بالاخر.
رد الجميل هو خلق كريم يكشف عن نبل أخلاق ونفس صاحبه لأن جزاء الإحسان يكون بإحسان مثله، ونكرانه يكشف عن سوء الأخلاق •مديونية الإنسان ليست فضيلة، وإنّما السداد فضيلة.. تبدأ الفضيلة عندما يكرس نفسه بنشاط للعرفان بالجميل.كانت سعيدة بمعاملة امه لها من ود وبر واحترام واردت ان ترد جزء من جميلها لانها امه صاحبة الفضل الكبير في سعادتهم احبتي المستمعين خليكم وياي نستمع للقصة التالية……..
بعد احدى وعشرون عام من زواجي ، وجدت بريقاً جديداً من الحب .
قبل فترة بدأت أخرج مع إمرأةٍ غير زوجتي ، وكانت فكرة زوجتي
حيث بادرتني بقولها: (أعلم جيداً كم تحبها) …
المرأة التي أرادت زوجتي ان أخرج معها وأقضي وقتاً معها كانت
أمي
التي ترمّلَت منذ تسعة عشرعام
ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية ثلاث أطفال ومسؤوليات جعلتني لا أزورها إلا نادراً.
في يوم اتصلت بها ودعوتها إلى العشاء سألتني: “هل أنت بخير” ؟
لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة نوعاً ما وتقلق. فقلت لها :
” نعم أنا ممتاز ولكني أريد أن أقضي وقت معك يا أ مي “.
قالت: ” نحن فقط” ؟!!!
فكرَتْ قليلاً ثم قالت: ” أحب ذلك كثيراً ” .
في يوم الخميس وبعد العمل ، مررتُ عليها وأخذتها ، كنت مضطرباً قليلاً
وعندما وصلتُ وجدتها هي أيضاً قلقة .
كانت تنتظر عند الباب مرتديةً ملابسَ جميلة ويبدو أنه آخر فستنان قد اشتراه أبي قبل وفاته .
ابتسمتْ أمي وقالت:
” قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع إبني
والجميع فرحون
ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي ”
ذهبنا إلى مطعم غير عادي ولكنه جميل وهادئ
تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى
بعد أن جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة إلا الأحرف الكبيرة
وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتاها المجعدتان وقاطعتني قائلة:
‘كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير ‘.
أجبتها: حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء .. ارتاحي أنت يا أماه
تحدثنا كثيراً أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي
ولكن قصص قديمة و قصص جديدة
لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل
وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها
قالت: توافق أن نخرج سوياً مرة أخرى، ولكن على حسابي .
فقبَّلت يدها وودعتها
بعد أيام قليلة توفيت أمي بنوبة قلبية
حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع عمل أي شيء لها
وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم
الذي تعشّينا به أنا وهي
مع ملاحظة مكتوبة بخطها:”دفعت الفاتورة مقدماً ، كنت أعلم أنني لن أكون موجودة
دفعت ثمن عشاءٍ لشخصين ، لك ولزوجتك لأنك لن تقدِّر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي
أحبك ياولدي “.
في هذه اللحظة فهمت وقدَّرت معنى كلمة ‘حب’ أو ‘أحبك’
وما معنى أن نجعل الطرَف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا هذه .
لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ………… إمنحهم الوقت الذي يستحقونه.
وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته