مقدِّمة:
الحمد لله ربا العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجعله خاتم الكتب، وقد جاء القرآن الكريم مهميناً على الكتب السماوية السابقة، وناسخا لها، هذا وقد قيض الله تعالى لهذا الكتاب علماء أجلاء فقاموا ببيانه تفسيره، وإخراج ما فيه من الدرر والأسرار، إلا أنه قد وقع من بعضهم ما لا ينبغي، فأدخل في تفسيره ما ليس منه من قبيل بعض الروايات غير الصحيحة، والاسرائيليات والأساطير القديمة، فعدل عن مقصد القرآن الكريم وهدفه الأسمى الذي يتجلى في هداية البشرية.
ولهذا ارتأيت أن أتناول موضوع “الموروث الأسطوري في تفسير الدر المنثور” للإمام السيوطي ــ رحمه الله ــ من خلال تفسيره قصة أهل الكهف، وذلك قصد الكشف عن تجليات بعض الأساطير، التي تعد جزء من تفسير القرآن العظيم، والتي وقع فيها الكثير من مفسرينا، فأدخلوا في تفاسيرهم ما ليس منها، بل هي أساطير تسللت من طريق أو آخر، وأن المتمعن في آيات القرآن الكريم لا يجد فيها ما تدل عليه الآيات من ذلك، وهذا يؤدي إلى التشكيك فيما جاءنا من الوحي، وهذا مما لا ينبغي أن يحصل.
لذا رأيت الكتابة في هذا الموضوع، وبحثي حول تجليات أسطورة النيام السبعة في كتب التفسير مرشحا تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي ـ رحمه الله ـ والتعقيب عليها من خلال الوحي وأقوال العلماء.
وقبل التطرق إلى ذلك لابد من الوقوف مع مفهوم الأسطورة من خلال كتب المعاجم، ومفهوم (أساطير الأولين) من خلال كتب التفسير.
أولا: مفهوم الأسطورة في المعاجم:
جاء في لسان العرب[1] لابن منظور ما يلي:
سطّر: السطر من الكتاب، والجمع: أسطُر وأسطار وأساطير، والسطر: الخط والكتابة، وقالوا الذي جاء به (القرآن) أساطير الأولين، معناه سطّره الأولون، وواحد الأساطير أسطورة، كما قالوا أحدوثة وأحاديث. وسطر يسطر إذا كتب؛ قال الله تعالى:(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾[2]؛ أي وما تكتب الملائكة. قال أبو سعيد الضرير: سمعت أعرابيا فصيحا يقول: أسطر فلان اسمي أي تجاوز السطر الذي فيه اسمي، فإذا كتبه قيل: سطّرَه.
قال ابن بُزُرج: يقولون للرجل إذا أخطأ فكنوا خطئه: أسطر فلان اليوم، وهو الإسطار بمعنى الأخطاء. والأساطير: الأباطيل. والأساطير: أحاديث لا نظام لها، واحدتها إسطار وإسطارة، بالكسر، وأسطورة وأسْطُورة وأسْطورة بالضم. وقال قوم: أساطير جمع أسطار وأسطارٌ جمع سَطْرٍ.وقال أبو عبيدة: جُمع سطْر على أسْطُرٍ ثم جُمع أسْطُرٌ على أساطير، وقال أبو الحسن: لا واحد له، وقال اللحياني: واحد الأساطير أسطورة وأسطيروأُسطيرة، ويقال سَطْر ويُجمع إلى العشرة أسطار، وأساطير جمعُ الجمعِ.وسطّرها: ألّفها. وسطّر علينا: أتانا بالأساطير. الليث: يقال سطّر فلان علينا يُسطر إذا جاء بأحاديث تُشبه الباطل. يقال: وهو يسطر ما لا أصل له أي يُؤلف.
وفي حديث الحسن: سأله الأشعث عن شيء من القرآن فقال له: والله إنك ما تُسيطر علي بشيء أي ما تروج. يقال: سطّر فلان على فلان إذا زخرف له الأقاويل ونمّقها، وتلك الأقاويل الأساطير والسُطُر. ومنها المسيطر وفي القرآن (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾[3] أي متسلط. والمسيطر: الرقيب الحفيظ، وقيل: المتسلط، وبه فُسِّر قوله تعالى:﴿\ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ﴾[4].
الاستنتاجات:
نستنتج مما سبق أن الأسطورة هي:
1ــ الخط والكتابة وكأننا نخط الأساطير بأيدينا ونكتبها، قال تعالى:(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾[5]، أي: تكتبه الملائكة.
2ــ أحدوثة وأحاديث من أشياء تستحدث فهي ليست أصيلة، بدعة بالنسبة للشرع.
3ــ التجاوز من أسطر فلان اسمي أي تجاوز وكأن الأسطورةَ تجاوز لما هو حق بالنسبة للشرع وتجاوز بالنسبة للعقل.
4ــ الأساطير الأباطيل ومنها وصف القرآن الكريم لكثير من الأساطير للأقوام الأولين.
5ــ أحاديث لا نظام لها وكأن صاحب الأسطورة يؤلف كلاما فيه تناقض في داخله.
7ــ تأليف يحتاج إلى تنظيم
8ــ التبين من الأباطيل، جاء بأحاديث تشبه الباطل.
9ــ يسطر ما لا أصل له أي يؤلف (مع العلم أن التأليف ينبغي أن يكون له أصل).
10ــ التسلط وكأن الأسطورة سيطرة على الأذهان
11ــ سطر: يروج، وكأن الأسطورة ترويج لإشاعات.
ثانيا: مفهوم (أساطير الأولين) في كتب التفسير:
لم يستعمل القرآن الكريم لفظة الأسطورة إلا جمعا مركبا (أساطير الأولين) ووردت في تسعة مواضع متفرقة.
وسوف نشير إلى هذه المواضع من السور التي ورد فيها هذا المركب لنفهم المقصود بالأسطورة.
الموضع الأول:
قال تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾[6]، يقول ابن كثير: أي ما هذا الذي جئت به إلا مأخوذ من كتب الأوائل ومنقول عنهم”[7]
الموضع الثاني:
قال تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾[8]، يقول ابن كثير: ومعنى (أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) وهو جمع أسطورة، أي: كتبهم اقتبسها، فهو يتعلم منها ويتلوها أي الناس”[9]
الموضع الثالث:
قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾[10]، يقول ابن كثير: “أي لم يُنزل شيئا، إنما هذا الذي يتلى علينا أساطير الأولين، أي: مأخوذ من كتب المتقدمين”[11]
الموضع الرابع:
قال تعالى: ﴿ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾[12]، يقول ابن كثير: “يعنون أن الإعادة محال، إنما يخبر بها من تلقاها عن كتب الأولين واختلافهم”[13].
الموضع الخامس:
قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4) وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾[14]، يقول ابن كثير: “يعنون كتب الأوائل استنسخها”[15]، وقال الطبري: “وقال هؤلاء المشركون بالله الذين قالوا لهذا القرآن إن هذا إلا إفك افتراه محمد (صلى الله عليه وسلم): هذا الذي جاءنا به محمد أساطير الأولين، يعنون: أحاديثهم التي كانوا يسطرونها في كتبهم، اكتتبها محمد (صلى الله عليه وسلم) من يهود”.[16]
الموضع السادس:
قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾[17]، يقول ابن كثير: يعنون ما هذا الوعد بإعادة الأبدان،(إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي: أخذه قوم عمن قبلهم، من كتب يتلقاه بعضهم عن بعض، وليس حقيقة”[18].
الموضع السابع:
قال تعالى:﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾[19]،يقول الطبري: ما هذا الذي تقولان لي وتدعواني إليه من التصديق بأني مبعوث من بعد وفاتي من قبري، إلا ما سطره الأولون من الناس من الأباطيل، فكتبوه، فأصبتماه أنتما فصدّقتما”[20]
الموضع الثامن:
قال تعالى: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ﴾[21].يقول ابن كثير: “هذه مقابلة ما أنعم الله عليه من المال والبنين، كفر بآيات الله تعالى وأعرض عنها، وزعم أنها كذب مأخوذ من أساطير الأولين”[22].
الموضع التاسع:
قال تعالى:(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾[23]، يقول ابن كثير: أي إذا سمع كلام الله تعالى من الرسول (صلى الله عليه وسلم)، يكذب به، ويظن به ظن السوء، فيعتقد أنه مفتعل مجموع من كتب الأوائل”[24].
يتضح مما سبق بيانه أن مفهوم (الأساطير الأولين) تعني: كتب الأوائل ومنقولاتهم، وأن العنصر المشترك بين جميع النصوص التي وردت فيها أساطير الأولين جاءت على لسان الكافرين في سياق اعتراضهم على ما أنزل الله على نبيه الكريم، متهمينه أنه اقتبسها من كتب القدماء، وأنكر القرآن الكريم عليهم زعمهم بأن محمداً (صلى الله عليه وسلم) ناقلا لمعلومات اكتتبها القدماء، مبينا أنه وحي يوحى.
التعريف بــ” قصة أصحاب الكهف”.
وردت قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم في سورة الكهف بالضبط. ويتضح أن اسم السورة لورود قصتهم فيها، أما أصحاب الكهف كما تذكر غالبية التفاسير هم فئة من الفتيان تركوا عبادة قومهم من التقرب إلى عبادة الأوثان وأصناف الشرك واعتزلوا عبادة الآلهة إلى عبادة الله والتجأوا إلى الكهف وعبدوا الله فيه حتى أنامهم الله مدة من الزمن ذكرها في كتابه وهي ثلاث مئة وسنين وتسعة أخرى، ثم بعثهم الله ثمّ أماتهم.
سبب نزول الآيات:
جاء في تفسير ابن كثير:” وقد ذكر ابن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة، عن ابن عباس قال: بعثت قريش (النضر بن الحارث)،و(عقبة بن أبي معيط) إلى أحبار يهود بالمدينة، فقالوا لهم: سلوهم عن محمد، وصفوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله؛ فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى أتيا المدينة، فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفوا لهم أمره وبعض قوله وقالا: إنكم أهل التوراة وقد جئنا لتخبرونا عن صاحبنا هذا. قال: فقالوا لهم: سلوه عن ثلاث نأمركم بهن، فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل، وإلا فرجل متَقَول فَروْا فيه رأيكم: سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان من أمرهم؟ فإنهم قد كان لهم حديث عجيب. وسلوه عن رجل طوّاف، بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك فهو نبي فاتبعوه، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش، فقالا: يا معشر قريش، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، دق أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور، فأخبروهم بها، فجاؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد، أخبرنا. فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:”أخبركم غداً بما سألتم عنه”. ولم يستثن، فانصرفوا عنه، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، واليوم خمس عشرة قد أصبحنا فيها، لا يخبرنا بشيء عما سألناه عنه. وحتى أحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكثُ الوحي عنه، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة، ثم جاءه جبرائيل عليه السلام من الله عز وجل بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم، وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطوّاف..”[25]
المبحث الأول: تجليات الأسطورة في شخصيات أهل الكهف”.
(في تفسير الدر المنثور)
من القصص الماضين التي أكثر فيها المفسرون ذكر الإسرائيليات والأساطير قصة أهل الكهف، ومن هؤلاء المفسرين الذين أكثروا من ذكر هذه الأقاويل والروايات عن أصحاب الكهف الإمام السيوطي ـ رحمه الله ـ في تفسيره “الدر المنثور في التفسير بالمأثور“، ومعلوم أن الكثير من أخبار هؤلاء الفتية لا يدل له ولا عليه كتاب الله، ولا يتوقف فهم القرآن وتدبره على ما أورده المفسرون من هذه الأقاويل والروايات.
ومن تجليات الأسطورة في قصة أهل الكهف ما ذكره السيوطي في (الدر المنثور) من خلال الكلام عن هوية أصحاب الكهف وحقيقتهم؟ وعن زمانهم ومكانهم الذي كانوا فيه، وعن عددهم وأسماءهم واسم كلبهم أهو قطمير أم غيره وعن لونه أهو أحمر أم أصفر.
فلنخض في ثنايا هذه القصة من خلال تفسير الدر المنثور للكشف عن الحقيقة.
1ــ حقيقة فتية الكهف وعلى أي ملة كانوا؟
ذكر الإمام السيوطي في تفسيره عن عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان أصحاب الكهف أبناء ملوك رزقهم الله الإسلام فتعوذوا بدينهم واعتزلوا قومهم حتى انتهوا إلى الكهف فضرب الله على صمّاخاتهم فلبثوا دهراً طويلا[26]، وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان أصحاب الكهف أبناء عظماء مدينتهم وأهل شرفهم[27].
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تعالى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴾[28] قال ليسوا بأعجب آياتنا: كانوا أبناء ملوك[29]، وأخرج ابن ابي حاتم عن جعفر قال: كان أصحاب الكهف صيارفة[30]. وقد أبطل الألوسي في تفسيره ما أخرجه ابن مردويه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” أصحاب الكهف أعوان المهدي” وذلك بدليل عدم وجودهم إلا بالصفة والحالة التي بيّنها ربنا عنهم والخطاب في الآيات لغير معين وأن المراد منها الاخبار عن أنهم بتلك الحالة في ذلك الوقت[31].
مما سبق ذكره يتضح أن المعرفة إلى حقيقة الكهف لا تصح إلا عن طريق الوحي وهو غير موجود وأما هذه الأقوال المذكورة في تفسير الدر المنثور، وما روي في تفسير الآية من الأقاويل فلا سبيل إلى معرفة صحيحها من سقيمها.
2ــ عددهم وأسماءهم واسم ملكهم.
أخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: كان لي صاحب شديد النفس، فمّر بجانب كهفهم فقال: لا أنتهي حتى أنظرَ إليهم فقيل له: لا تفعل، أما تقرأ (Pلَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا)؟ فأبى إلا أن ينظرَ فأشرف عليهم فابيضّت عيناه وتغيّرَ شعره، وكان يخبرُ الناسَ بعدُ يقولُ: عدَّتُهم سبعةٌ[32].
وأخرج ابن حاتم عن السّدي قال: دعا الملك شيوخا من قومه فسألهم عن أمرهم فقالوا: كان ملك يدعى دقيوسَ وإنَّ فتيةً فُقِدوا في زمانِه، وأنه كتب أسماءَهم في الصخرةِ التي كانت على بابِ المدينةِ[33]، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود فيقوله تعالى (مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ) قال: وأنا من القليلِ، كانوا سبعةً[34].
وأسماءهم: مكسملينا، وتلميخا، وهو المبعوث بالورق إلى المدينة،ومرطولس،وبينونس، ودردونس، وكفاشطيطوس، ومنطفواسيسوس[35].
أخبر الله سبحانه وتعالى عن اختلاف الناس في عدة أصحاب الكهف، فذكر ثلاثة أقوال لا مجال للرابع فيها، وضعّف القولين الأولين بقوله:(رجما بالغيب) أي: قولا بلا علم، ثم حكى الثالث وسكت عليه وقرّره بقوله: (÷وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) فدل على صحته وأنه الواقع في نفس الأمر.
ومما سبق بيانه نرى أن الروايات الواردة في أسماء أصحاب الكهف لا تستند إلى الصحة في شيء.
3ــ حقيقة كلبهم وما اسمه ولونه؟
أغرب ما قيل في هذا هو ما نقله السيوطي عن ابن المنذر عن ابن جريج قال: قلت لرجل من أهل العلم: زعموا أن كلبهم كان أسدًا، قال: لًعَمْرُ اللهِ ما كان أسدا، ولكنه كان كلبا أحمر خرجوا به من بيوتهم، يقال له:قُطْمُورٌ[36].
وعن اسم كلبهم فقد أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى: (كَلْبُهُمْ) قال: اسم كلبِهم قُطْمُور[37]، وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: اسم كلب أصحاب الكهف قِطْمِير[38]، وأما عن لونه فقد نُقل عن ابن أبي حاتم عن كثير النواء قال: كان كلب أصحاب الكهف أصفر، وعن ابن أبي حاتم من طريق سفيان قال: قال رجل بالكوفة يقال له: عبيد وكان لا يتهم بكذب قال: رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر، كأنه كِسَاءٌ أنْبِجانيٌّ، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق جرير عن عبيد الله السواق قال رأيت كلب الكهف صغيرا زئْنيًّاــ يعني صينيا ــ باسطا ذراعيه بفناء باب الكهف[39].
ذكر ابن حيان أن ذكر مثل هذه الأمور من قبيل: اسم الكلب أصحاب الكهف، ولونه، لا يدرك بالعقل وإنما يدرك بالسمع، والسمع لا يكون في مثل هذا إلا عن الأنبياء أو الكتب الإلهية[40].
المبحث الثاني: تجليات الأسطورة في قصة أهل الكهف
1ــ في المقصود بالرقيم:
ذكر السيوطي من طريق علي، عن ابن عباس قال: الرقيم الكتاب، ومن طريق العَوْفيّ ، عن ابن عباس قال: الرقيم وادٍ دون فلسطينَ، قريب من أيْلَةَ، ومن طريق ابن جريج، عن ابن عباس قال: الرقيم الجبل الذي فيه الكهف[41].
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال: والله ما أدري ما الرقيم؛ أكتاب أم بنيان؟، وعن ابن المنذر، عن مجاهد قال: الرقيم؛ من يقولُ: كتاب قَصصِهم. ومنهم من يقول: الوادي، أخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، عن أبي صالح قال: الرقيم لوح مكتوب، وعن سعيد بن جبير قال: الرقيم لوح من حجارة كتبوا فيه قصة أصحاب الكهف وأمْرَهم، ثم وُضِع على باب الكهف[42].
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي قال: الرقيم حين رقمت أسماءهم في الصخرة، كتب الملك فيها أسماءهم، وكتب أنهم هلكوا في زمان كذا وكذا في ملك دقيوس، ثم ضربها في سورة المدينة على الباب، فكان من دخل أو خرج قرأها، فذلك قوله تعالى (æ_أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ). وعن ابن عباس قال: لا أدري ما الرقيم، وسألت كعبا فقال: اسم القرية التي خرجوا منها[43]، والغريب ما أخرجه ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال: الرقيم الكلب[44].
مما سبق يتضح أنه لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الرقيم شيء. ثم إن تعدد الأقوال والروايات في المسألة يدل على عدم وجود نقل نطمئن إليه. وعليه يقتضي منا أن نرجع إلى اللغة لفهم معنى “الرقيم”. وفي هذا الصدد أتفق مع ما ذهب إليه الطاهر بن عاشور في تفسيره “التحرير والتنوير”: “والرقيم: فعيل بمعنى مفعول، من الرقم وهو الكتابة. فالرقيم كتاب كان مع أصحاب الكهف في كهفهم”.
2ــ اجتماع الفتية:
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد قال: كان أصحاب الكهف أبناء عظماء مدينتهم، خرجوا فاجتمعوا وراء المدينة على غير ميعاد، فقال رجل منهم هو أشبَهُهم: إني لأجد في نفسي شيئا ما أظنُّ أحداً يجده. قالوا: ما تجد؟ قال: أجد في نفسي أن ربي رب السماوات والأرض فقاموا جميعا فقالوا: (رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ù)[45].
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: غزونا مع معاوية غزوة المضيق نحو الروم، فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف الذي ذكر الله في القرآن، فقال معاوية: لو كشف لنا عن هؤلاء، فنظرنا إليهم؛ فقال له ابن عباس: ليس ذلك، قد منع الله ذلك من هو خير منك، فقال (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا). فقال معاوية: لا أنتهي حتى أعلم علمهم، فبعث رجالا فقال: اذهبوا فادخلوا الكهف فانظروا، فذهبوا فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فأخرجتهم، فبلغ ذلك ابن عباس فأنشأ يُحدث عنهم فقال: إنهم كانوا في مملكة ملك من الجبابرة فجعلوا يعبدون حتى عبدوا الأوثان وهؤلاء الفتية في المدينة، فلما رأوا ذلك خرجوا من تلك المدينة فجمعهم الله على غير ميعاد، فجعل بعضهم يقول لبعض: أين تريدن؟ أين تذهبون؟ فجعل بعضهم يخفي من بعض؛ لأنه لا يدري هذا علام خرج هذا. ولا يدري هذا علام خرج هذا. فأخذوا العهود والمواثيق أن لا يخبر بعضهم بعضا، فإن اجتمعوا على شيء وإلا كتم بعضهم بعضا. فاجتمعوا على كلمة واحدة فقالوا: (رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ)[46].
من خلال هذه الروايات يتضح أنها لا تتوحد على شيء واحد، فكل خبر منفصل عن الآخر، وهذا دليل عن بعد هذه النقول عن الحقيقة. والله أعلم.
3ــ مكانهم الذي عاشوا فيه:
ورد عن ابن عباس أنه قال: لا أدري ما الرقيم، وسألت كعبا فقال: اسم القرية التي خرجوا منها[47]، وفي رواية لابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في ذكر قصة أصحاب الكهف والذي يفيدنا هنا قوله: …فجعل ينظر إلى مدينته التي خرج منها إلى مدينتين وِجَاهها أسماؤهن: أُفسُوس وأيدبوس، وشاموس. فيقول: ما أخطأت الطريق؛ هذه أُفسوس وأيدبوس، وشاموس..فعمد إلى مدينته التي خرج منها[48].
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، من طريق العوفي عن ابن عباس قال: الرقيم واد دون فلسطين قريب من أيلة[49].
المدينة التي عاشوا فيها من الآثار المسكوت عنها فلا نجزم بصحتها فإنها لم تُبين في كتاب الله العزيز.
4 ــ المراد بالحزبين في قوله تعالى: ( ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا).
أخرج ابن المذر عن ابن جريج في قوله تعالى: (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) من قوم الفتية أهل الهدى وأهل الضلالة، وعن مجاهد رضي الله عنه في قوله: (أَيُّ الْحِزْبَيْنِ) قال: من قوم الفتية، وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله (ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا) يقول: ما كان لواحد من الفريقين علم لا لكفّارهم ولا لمؤمنيهم[50].
يتبين في هذه الروايات المختلفة والأقوال اضطراباً، والغريب أن الإمام السيوطي نقلها دون أن يعقب عليها، مما يترك القارئ في حيرة من أمره، يضل ويتيهه ولا يصل إلى الغاية المرجوة من سرد تلك القصص.
5ــ الفتية والصندوق والحلم:
والغريب من هذا أن الإمام السيوطي ذكر أن الفتية لما ماتوا ميتة الحق أخذ الملك وأدفنهم في صندوق من ذهب فأتاه آت منهم في المنام فقال: أردت أن تجعلنا في صندوق من ذهب، فلا تفعل، ودعنا في كهفنا، فمن التراب خُلقنا وإليه نعود. فتركهم في كهفهم وبنى على كهفهم مسجداً[51].
وخلاصة لما سبق ذكره يتبين أن في القرآن الكريم أشياء كثيرة لم يبينها الله تعالى لنا ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت في بيانها شيء، وأصحاب الكهف وهويتهم، وأسماءهم، واسم كلبهم، والمراد بالرقيم والحزبين من جملة هذه الأشياء التي سكت عنها القرآن الكريم ولم يثبتها، والبحث عنها لا طائل تحته ولا فائدة فيه.
وقد أطنب الإمام السيوطي ـ رحمه الله ـ في ذكر الأقوال في شخصية أهل الكهف، وقصتهم دون أن يعقب على قول واحد منها.
وفي الأخير أذكر ما قاله الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره :”واعلم أن قصة أصحاب الكهف وأسماءهم وفي أي محل من الأرض كانوا كل ذلك لم يثبت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء زائد على ما في القرآن وللمفسرين في ذلك أخبار كثيرة إسرائيلية أعرضنا عن ذكرها لعدم الثقة بها”[52].
الخاتمة:
بعد هذه الرحلة العلمية مع هذا الموضوع، توصلت إلى النتائج الآتية من خلال البحث والدراسة:
1ــ أن مفهوم الأسطورة في المعاجم العربية يدور حول ما يلي:
ــ ما نخطه بأيدينا ــ شيء مستحدث وليست أصيلة مع العلم أن أي علم له أصوله ــ وأنها تجاوز لما هو حق للشرع والعقل ــ وأنها شيء يفتقر إلى التنظيم، وتركز على ترويج الإشاعات من أجل السيطرة على الأذهان.
2ــ أن مفهوم مركب (الأساطير الأولين) في كتب التفسير: يعني كتب الأوائل ومنقولاتهم، وأن العنصر المشترك بين جميع النصوص التي وردت فيها مركب أساطير الأولين جاءت على لسان الكافرين في سياق اعتراضهم على ما أنزل على نبيه الكريم.
3ــ أن الإمام السيوطي من المفسرين المكثرين في ذكره للروايات الإسرائيلية في قصة أهل الكهف، فهو يسردها سراً دون أن يعقب على شيء منها، ما تضيع الفائدة، فيظن القارئ أنها صحيحة فتنصرف إليها همته وبذلك يترك الأهم وهو الاستفادة من توجيهات القصة وأسرارها.
4ــ الأقوال التي ورددت في قصة أهل الكهف الكثيرة معظمها متعارضة فيما بينها وهي ترد بعضها، كالقول في لون الكلب الذي كان معهم وحقيقته، وكذا في معنى الرقيم وغيرها.
5ــ هذه الروايات في قصة أهل الكهف والتي ذكرتها آنفا أرى أنها مما لا تفيد في الدين، والقرآن الكريم في غنى عنها، فبعض الروايات منها غريبة يستبعدها العقل.
6ــ لقد علم الله تعالى نبيه وبيّن له المنهج كيف يتعامل مع مثل هذه الأمور فقال تعالى: ﴿فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴾.
7ــ الهدف الأسمى من هذه القصص في القرآن الكريم هو ضرب الأمثلة لنتدبر ونتمثل أمر الله، والروايات الكثيرة في هذا المقام تبعدنا عن هذا المقصد الأساسي الذي يريده الله تبارك وتعالى:
والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين
لائحة المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم برواية ورش عن نافع
- ــ لسان العرب، لابن منظور، ج/3، دار الجيل بيروت 1408هــ/1988م، ص 143.
- ــ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ج/3، مؤسسة الريان، بيروت، الطبعة الثانية 1427هـ ــ 2006م.
- ــ تفسير الطبري، تحقيق: هاني الحاج، عماد زكي البارودي، خيري سعيد، ج /17، المكتبة التوفيقية، القاهرة.
- ــ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ج/3، مؤسسة الريان، بيروت، الطبعة الثانية 1427هـ ــ 2006م، ص.
- ــ تفسير الدر المنثور، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ج/9، دار عالم الكتب، 1434هـ ــ 2013م.
- ــ روح المعاني، للألوسي، ج/ 15، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
- ــ البحر المحيط، لابن حيان، ج/7، دار الفكر، 1412هـ/1992م.
- ــ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، ج/4، دار عالم الفوائد.
[1] ــ لسان العرب، لابن منظور، ج/3، دار الجيل بيروت 1408هــ/1988م، ص 143.
[2] ــ سورة القلم: الآية 1.
[5] ــ سورة القلم: الآية 1.
[7] ــ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ج/3، مؤسسة الريان، بيروت، الطبعة الثانية 1427هـ ــ 2006م، ص 808.
[9] ــ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ج/2 ص 1004.
[11] ــ تفسير ابن كثير، ج/3 ص 1290.
ــ سورة المؤمنون الآية 82 ـ 83 ـ 84.[12]
[13] ــ تفسير ابن كثير، ج/3، ص 1601.
ــ سورة الفرقان: الآية 4 ــ 5.[14]
[15]ــ تفسير ابن كثير، ج/3، ص 1664.
[16]ــ تفسير الطبري، تحقيق: هاني الحاج، عماد زكي البارودي، خيري سعيد، ج /17، المكتبة التوفيقية، القاهرة، ص 195.
ــ سورة النمل: الآية 69 ــ 70.[17]
[18]ــ تفسير ابن كثير، ج/3، ص 1734.
ــ سورة الأحقاف: الآية 16.[19]
[20]ــ تفسير الطبري، ج /25، ص 21.
ــ سورة القلم: الآية 14 ــ 15.[21]
[22]ــ تفسير ابن كثير، ج/4، ص 2388.
ــ سورة المطففين: الآية 11 ــ 12 ــ 13.[23]
[24]ــ تفسير ابن كثير، ج/4، ص 2477.
[25] ــ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ج/3، مؤسسة الريان، بيروت، الطبعة الثانية 1427هـ ــ 2006م، ص 1400.
[26] ــ تفسير الدر المنثور، لجلال الدين السيوطي، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ج/9، دار عالم الكتب، 1434هـ ــ 2013م، ص 498.
[27] ــ نفسه: ص 500.
[30]ــ نفسه، ص 489.
[31] ــ روح المعاني، للألوسي، ج/ 15، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ص 228.
[32]ــ تفسير الدر المنثور، ج/9، 510.
[33]ــ نفسه، ص 511.
[34]ــ نفسه، ص 512.
[35]ــ نفسه، ص 513.
[36]ــ المصدر السابق، ص ص 508ـ509.
[37]ــ نفسه، ص 508.
[38]ــ نفس المصدر والصفحة.
[39]ــ نفسه، ص 509.
[40] ــ البحر المحيط، لابن حيان، ج/7، دار الفكر، 1412هـ/1992م، ص 153.
[41]ــ تفسير الدر المنثور، ص 487.
[42]ـالمصدر السابق، ص 488.
[43]ــ نفس المصدر والصفحة.
[44]ــ نفسه، ص 489.
[45]ــ نفسه، ص 500.
[46]ـ المصدر السابق، ص 496.
[47]ــ نفسه، ص 488.
[48]ــ نفسه، ص 501.
[49]ــ نفسه، ص 487.
[50]ــ تفسير الدر المنثور، ص 505.
[51]ــ نفسه، ص 503.
[52]ــ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي، ج/4، دار عالم الفوائد، ص 67.
*المصدر: التنويري.