3- القناع الثالث: التكثيف
يؤمن فرويد بأن مُحتوى الحلم لا يتناسب مع سيل الأفكار العرم الذي يتضمنه، التي تتكشَّف غزارتها بواسطة تقسيم عناصرها إبان التحليل النفسي، فهو يعتقد أن أفكار الحلم قد تتسع لتشمل تفاسير أكثر غموضًا وأعمق غورًا عن النفس البشرية، يصعُب الكشف عنها دُفعة واحدة (ص 292*، ص 293*، ص 294*، ص 40X). إن التكثيف يعمل على إظهار العامل المُشترك بين العناصر المُتنافرة عند دمجهم في وحدة تبدو عصيَّة على ذهن الحالم، وسرعان ما تنجلي له عند اليقظة أو تأخذ وقتها، ويطلق عليها فرويد «الطابع العام»، ويحدث ذلك عن طريق ظاهرة «النقل» (ص 29X، ص 200*، ص 347*)، مثلًا: اجتماع ملامح لثلاثة أشخاص في وجه رابعٍ دليلٌ على وجود شيء مُشترك فيما بينهم، أو كحشد الشعراء على جبل «البرناس»، وهم في الحقيقة لم يلتقوا بعضهم بعضًا البتة (ص 39 X، ص 40 X)1، فاجتماع الأشتات في عنصر واحد هو «التكثيف». قد يكون التكثيف لأحداث، أو شخصيات، أو عبارات وكلمات تحتوي على معانٍ مُزدوجة (ص 349*، ص 28 X، ص 36 X).
وبالتحليل، يتبيَّن أن كل عنصر يحيل إلى عنصر أبسط منه، وذلك الأخير ينقسم بدوره إلى متوالية من العناصر الأخرى؛ فكل ذكرى تؤدي إلى ذكرى أخرى أو مجموعة من الذكريات، وهي مُنبعثة في الأصل من المادة الكامنة للحلم؛ لذا وإن اختلفت في ظاهرها فإنها تحمل شيئًا من المادة الرئيسة (ص 25 X، ص 30 X)، ومع إزاحة الطبقات، الواحدة تلو الأخرى، نصل في نهاية المطاف إلى العلة المُستترة وراء تلك الفوضوية. من جهة أخرى، يُمكن قراءة العناصر قراءةً معكوسة على يد مشعوذ شديد الحيلة، بمعنى: أن عناصر الحلم لا تنتمي إلى ذكريات مُتناثرة من الماضي السحيق، وضُغِطت ضغطًا كبيرًا بواسطة «عمل الحلم»، بل بتفتيت عناصر الحلم الأساسية، ثم بعد ذلك أخذ كل عُنصر على حدة وتفتيته إلى أصغر، ثم أصغر، لنتحصَّل في نهاية المطاف على كم هائل من النبوءات، ثم ننتشل منها «الطابع العام»، لنرى بها مُستقبل الحالم وليس ماضيه، وينتقي المشعوذ بدهاء ما يتلاءم مع رغبات الحالم، ويستخدم عبارات مُكثفة غامضة لها وقع، تُفسر نفسها بنفسها تحت أي ظرف، وتصلح لجميع المُناسبات، فتتحول رغبة المُريد للسفر أو العمل إلى واقع مُحقق بلا ريب.
1.3– تكثيف الأحداث
الحلم الأول هو أبلغ مثال على قوة التكثيف، وفيه شاهد فرويد «أنه يكتب مبحثًا خاصًّا بنبات ما، الكتاب ماثل أمامه وهو يدير في تلك اللحظة صفحة مطوية رُسمت فيها لوحة ملونة، ربط في داخل كل نسخة نموذج مُجفف من ذلك النبات، كأنه مأخوذ من مُعشب (ص 191*)». في اليوم الذي سبق الحلم، رأى فرويد فصيلة من «النباتات» تُدعى «السيكلامين» على غُلاف كتاب في مكتبة، ويبدو أنه كان من بحث. السيكلامين أيضًا النبات المفضل لزوجته، قاده ذلك إلى تأنيب ضميره لعدم إحضاره الأزهار التي تحبها، وقاده ذلك إلى «رمزية نسيان الزهور»، التي أدت إلى ذكريات أخرى (ص 191*، ص 192*، ص 295*). أما عن «المبحث»، فذكَّره ذلك ببحث عن نبات «الكوكة» كان قد كتبه يومًا، وبدوره قاده إلى ذكرى «كارل كوللر»2 وإعجابه بخصائص الكوكايين المخدرة، ثم ذكره ذلك بالجلوكوما التي أصابت والده ودكتور «كونجشتاين»، جراح العيون الذي أجرى لوالده العملية، وقاده هذا أيضًا إلى ذكريات شتى (ص 192*، ص 193*، ص 295*)، ويذكره «كونجشتاين» برجل يُدعى «جاردنر»، أي: البستاني، وزوجته المزدهرة، التي دار بينها وبين فرويد حديثٌ يومًا ما حول امرأة تدعى «فلورا»، أي: أزهار. أما عنصر «المعشب» فقاده إلى ذكرى أيامه في المدرسة الثانوية، التي قادته إلى ذكرى واجباته المدرسية التي كانت تحتوي على أعمال بها بعض فصائل النباتات الصليبية (ص 193*، ص 296*)، قاده ذلك إلى ذكرى نبات الخرشوف، وهو النبات المفضل له (ص 193*، ص 296*). أما عن «البحث الماثل» أمامه فيذكره بصديقه «فليس» الذي كتب له خطابًا من فترة قليلة قبل الحلم (ص 193*، ص 296*)، وفيه جملة عن كتاب «الأحلام» لـ«فرويد»، يقول فيها صاحبه: «إني أراه ماثلًا أمامي وأراني أدير صفحاته».و«اللوحة الملونة» قادته إلى ذكر منشورات الجمعيات الطبية التي كانت تكتظ باللوحات الملونة التي تروق له، وذكره ذلك بوالده أيضًا حينما أعطى له ولأخته كتابًا به لوحات ملونة يصف رحلة لبلاد فارس (ص 194*، ص 297*)، وقد أمره والده هو وأخته بأن يفتتا ذلك الكتاب، وفَعَلَا ذلك على حسب قوله «ورقة ورقة كالخرشوف» (ص 194*، ص 297*).
هكذا نرى كيف انبثق سيل من الأفكار (التفاسير) من محتوى مُقتضب، وعلى الرغم من ذلك لم أستطِع سوى الاختصار فيه قدر الإمكان، وفرويد ذاته توعَّد بأنه إذا أعطى مزيدًا من الوقت لذلك الحلم، وأي حلم مُغرق في التكثيف، لتحصَّل على كثيرٍ من التفاسير الأخرى.
يشاهد فرويد في حلم آخر «شابًّا تبدو عليه سمات الوجاهة يٌقدم رثاء لعجوز متوفاة في قاعة بها عُظماء المُجتمع ونُبلاؤه (ص 200*)». يعرف فرويد ذلك الشاب في الواقع، الذي كان حاله على عكس ما ظهر في الحلم من وجاهة، وكذلك السيدة العجوز؛ فهي مريضة، ولقد أقر الحلم بموتها، ففي اليوم الذي سبق الحلم دار حديثٌ ما بين فرويد ورفيقين قابلهما في عربة القطار، ولكن كلًّا منهما لا يعرف الآخر، الأول زميل فرويد وصاحب جاه ونفوذ، وذلك الرجل هو مَن طلب منه فرويد توصية من أجل ذلك الشاب المتواضع (الشاب الوجيه في الحلم). والآخر كان من عائلة ذائعة الصيت وكانت عمته مريضة (العجوز المتوفاة)، ويتولى فرويد أمر علاجها، وهي أيضًا والدة إحدى مريضاته، فأراد أن يستعلم عن صحتها من خلال ذلك الشاب الوجيه (ص 200*). وعلى هذا النحو دمج الحلم صلات متفرقة في مشهد واحد مُنسجم.
2.3– تكثيف الأشخاص
لا تكتفي ظاهرة التكثيف بالدمج بين الأحداث وحسب، ولكن بالإضافة إلى ذلك قد تقوم على الدمج بين عدة شخوص «فقد رأى فرويد صديقه “ر” هو عمه، فشعر نحوه بحنان كبير، وذلك حين رأى وجهه الماثل أمامه، وقد شابه بعض التغييرات كأنه استطال وأحاطته لحية صفراء (ص 162*)». فاللحية الشقراء والوجه المستطيل في حقيقة الأمر كانا لعم فرويد، أما صديقه «ر» فكانت لحيته سوداء في الواقع (ص 162*)، وظهرت اللحية الشقراء علامةً مميزةً للتذكير بعملية الدمج (ص 306*). لكن الحلم يلمح بطرف خفي إلى وصف صديقه بالبلاهة مثل عمه «يوسف» الذي تورط في صفقة مشبوهة بسبب طمعه وحبه للمال وُضع على أثرها في السجن (ص 162*)، أما «ر» فأقصى جرم ارتكبه في حياته هو أنه صدم طفلًا بالدراجة (ص 163*)، والمماثلة بين «ر» وعمه كانت في باطنها على سبيل المزاح. أدى ذلك إلى ذكر نقاش قد دار بين فرويد وصديق آخر له هو «ن»، وقاده ذلك إلى ممازحة معه، و«ن» في الحقيقة قد قذفته امرأة بتهمة ذات يوم، ما أعاق ترقيته، على الرغم من أنها نالت عقابًا جرَّاء محاولة الابتزاز تلك (ص 163*، ص 164*). العم يوسف يُمثل «ر» و«ن» في آن واحد؛ فالاثنان لم ينالا الأستاذية؛ لأن الأول أبله والآخر مُجرم، علاوة على أن الأستاذية هي الشيء المُشترك بين فرويد و«ن» و«ر»، ولكن فرويد ليس به شائبة (ص 164*). أما عن مشاعر الحنان تجاه «العم يوسف» فكانت على العكس من ذلك في الواقع، وصديقه «ر» يحترمه ولكن لا يشعر نحوه بالحنان، فذلك الشعور هو شيء يُغالب حدة الأفكار الكامنة تجاه الشخوص (ص 165*)؛ فالشعور الحقيقي يتضمن إهانة للعم و«ر»، فالحنان نوع من تشويه الحلم (ص 166*).
حلم آخر عن تكثيف الأشخاص وقع لـ«فرويد» بعد مُقابلته صديقه «أوتو»3، الذي حل ضيفًا على عائلة «إرما» في الوقت نفسه؛ حيث يلومه «أوتو» لومًا غير مُباشر على عدم التعامل مع حالة إرما بجدية (ص 134*، ص 135*)، وودَّ فرويد أن يُبرئ نفسه؛ لذا نوى إحالة إرما إلى صديقه د. «م» ليحل محله في علاجها (ص 135*)، وكان الحلم كالتالي: «يتفحص فرويد المريضة سالفة الذكر في وسط قاعة مزدحمة.. وإبان فحصها، يلحظ في موضع من جسمها بوادر توحي بإصابتها بمرض مُحدد، ليؤكد دكتور “م” صحة استنتاجه، ثم قدم “أوتو” وفي صحبته “ليوبولد” للكشف عليها أيضًا، ثم لاحظ “م” عدوى أصابت جلد “إرما”، وصرح بأن سبب العدوى ناتج عن حقن “أوتو” لـ”إرما” بالبروبيل.. بروبيلين.. البروبيليك.. تريمتيلامين، فيرى فرويد المعادلة ماثلة أمامه (ص 135*)، كانت “إرما” تبدو شاحبة ومنتفخة، وفي تلك اللحظة يساور فرويد الشك بأنها تبدلت بشخص آخر (ص 135*)، يفحص فرويد حلق “إرما” فتُظهر بعض الرفض كالنساء اللائي يضعن طقم أسنان».
في الحقيقة، لم يكُن هناك أمر يستدعي فحص حلق إرما، غير أن ذلك الحدث ذكَّره بامرأة غاية في الجمال قد فحص حلقها (ص 137*)، وتلك المرأة في الحقيقة فعلت مثلما فعلت إرما في الحلم، أي: الرفض والمُمانعة (ص 138*). أما عن الوضع الذي اتخذته إرما في الحلم بجوار النافذة، فذكَّره بمريضة أخرى، كانت صديقة لـ«إرما» ويبجلها، وكان يود لو كانت من مرضاه (ص 138*)، وقد رآها فرويد ذات مرة واقفة في وضعية إرما نفسها في الحلم (ص 138*)، وتلك المرأة كانت تعاني «غشاءً دفتريًّا» بحسب فحص دكتور «م» إياها، الذي ظهر مع الغشاء الدفتري الذي أصاب إرما في الحلم (ص 138*)، بالإضافة إلى أن تلك المرأة أيضًا كانت تعاني اختناقًا هستيريًّا شأن إرما في الحلم، وفي تلك اللحظة حدث الاستبدال بين إرما وصديقتها الأخرى، وهي أيضًا كانت تُظهر بعض التحفظ مثل إرما في الحلم (ص 138*)، ويُمثل «الغشاء الدفتري» كذلك ابنة فرويد الكبرى؛ لأنها هي الأخرى أصيبت به ذات يوم (ص 305*). وإرما هي أيضًا المريض الذي فُحِص في قسم الأمراض العصبية (ص 306*)، بجانب أن لـ«إرما» في الحلم رقعة مُرتشحة من جلدها على كتفها اليسرى، وهي هنا تمثل فرويد ذاته والروماتيزم الذي أصاب كتفه (ص 141*)؛ لذا فإن إرما تنوب عن عدة أشخاص في الحلم، فـ«إرما» أصبحت نائبة عن كل الشخصيات التي عرفها فرويد في الحقيقة بدافع من التكثيف (ص 306*).
أما عن دكتور «م» فيبدو في الحلم «وجهه شاحب، حليق الذقن، يعرج في مشيته»، إن كان الشحوب بالفعل هو خصيصته في الحقيقة، فالخصيصتان الأُخريان لشخص آخر، أي: الأخ الأكبر لـ«فرويد» كان حليق الذقن، وقد أصيب أيضًا بالتهاب في المفصل فأصبح يعرج في مشيته، وكلاهما رفض اقتراحًا قد قدَّمه فرويد لهما؛ لذا حدث الدمج بينهما (ص 140*).
3.3– تكثيف الكلمات والعبارات
قد يحتوي التكثيف، فيما يخص العبارات، على ازدواجية في المعنى والدلالة، أو له استخدامات مُتعددة (ص 348*)، مثل عبارة «فتحت فمها بأوسعه» في حلم إرما وتعني «أنها تستفيض في الحديث» (ص 349*)، أو عبارة أخرى مثل: «أظل دون أن أستطيع الذهاب» وتفسيرها «ما زال لي الحق في الحياة» (ص 349*)، أو مثلما في حلم «السيدة ودار الأوبرا»؛ فمعنى «رجل علا البرج له محل هانس ريختر» تعبير دارج بالألمانية، «علا البرج» بمعنى «فاق أو علا على أحد»؛ فهي أرادت بتلك الجملة أن هذا الرجل يحل محل «هانس ريختر» (ص 350*)، تلك السيدة في الحلم هي وصديقتها «ظلتا قاعدتين» بمعنى «لم تتزوجا» (ص 351*). أو كالفتاة التي شاهدت نفسها تحمل «غصنًا مزهرًا» هو الغصن نفسه الذي يحمله ملاك البشارة رمز الطهارة، وتلك المرأة هي «مريم» أي: «البراءة» على عكس زهور الغصن التي بدت وكأنها زهور «الكاميليا» في إلماح إلى نقيض العفة والبراءة «غادة الكاميليا» (ص 30X)، وهنا نرى أن المعنى قد يشير إلى مكمونين متناقضين. أو مشهد فرويد في أحد أحلامه وهو يرى نفسه «واضعًا قبعته على ركبته»، ليذكره بالمثل القائل: «اخفض قبعتك فتحصل على كل ما تريد في هذه الدنيا» يكافئه بالعربية: «أرِق ماء وجهك» (ص 29X).
وكما نرى، يخضع ذلك النوع من التكثيف تحت تأثير المخزون الثقافي بشكل رئيس فيما يخص إيحائية العبارات، فالثقافة الألمانية تحشد في ذلك السياق بلغة مُغايرة عن مثيلتها في الهند، والصين، ومصر… إلخ.
أما عن تكثيف الكلمات فحقن «البروبيلين» في حلم إرما أدت دورَ وسيطٍ مشتركٍ بين «إميلين» و«بروبليا» (ص 36X، ص37X، ص 307*)4، وحلم فرويد بجملة وردت فيها كلمة غامضة «يا له من أسلوب نوركدالي»، فتلك الأخيرة ما هي إلا مزج بين اسمين: «نورا» و«إكدال»5، وهما شخصيتان في مسرحيتين لـ«إبسن»6، وقد قال فرويد إنه قبل الحلم قد قرأ مقالًا عن ذلك المؤلف (ص 309*). وحلم آخر لإحدى مريضات فرويد تقول فيه: «سوف ينتهي ذلك إلى Maistollmutz شامل». وكان ينتاب الحالمة أن تلك الجملة نوع من الحلوى: وتحليل الكلمة أدى إلى «mais ذرة»، و«toll مجنون»، و«mannstoll مجنونة رجال»، و«olmutz مدينة في مورافيا» (ص 309*). وكلمة «tutelrein» التي وردت في حلم لشاب مُشتركة بين «tutel»، لفظ قانوني يعنى الوصي، و«tuttell»، اسم عند العامة يشير إلى صدر المرأة «rein»، الذي مع دمجه بكلمة «zimmertelegraph»، سوف يؤدي إلى «zimerrein»، أي: النظافة المنزلية (ص 310*)، وهناك طائفة من الكلمات العجيبة التي ساقها فرويد وكشف عن غموضها في أثناء جلسات التحليل النفسي7.
أختتم بحلم من نوعية «التكثيف»، وقد وقع لي منذ فترة قصيرة، ولنُطلق عليه «ناطحة السحاب»، وهو كالتالي: «كنت أقف في طابق من طوابق ناطحة سحاب، تصميمه خشبي، تدخل من الباب طائفة من الزومبي Zombie مُسرعةً خلف المذهلين الأربعة Fantastic Four، وهم يصعدون إلى الطوابق العليا من الناطحة، حتى وصلوا إلى قمتها، فاستقروا بداخل سفينة فضائية وهربوا، وكنت أود لو كنت معهم»، ذلك المشهد السينمائي قام على استدعاء بعض الذكريات المُتناثرة من أحداث اليوم الذي سبقه على النحو التالي: رأيت صورة لـ«برج خليفة»، وشاهدت مقطع فيديو لأحد الفنادق بالفيوم، به غُرفه خشبية، لمحت ملصقًا لـ«المذهلين الأربعة» في أثناءمُشاهدتي التلفاز، شاهدت «طائرات صغيرة تحتوي على غاز الكيمتريل» في السماء، تتعاقب الواحدة تلو الأخرى، وأخيرًا، قبل النوم، شاهدت مقطعًا من لعبة «الشر القائم Resident Evil» على هاتفي، التي تحتوي على مشاهد لـ«زومبي» في حالة هجوم على الدوام. وسنتعرض للرغبة الحقيقية الدافعة لذلك الحلم في الجزء الثالث الأخير من المقال، بجانب الرغبات المُحفزة على الأحلام التي ساقها فرويد.
يُتبع..
__________
الهوامش:
1– انظر أيضًا (ص 41 X، ص 330*، ص 331*، ص 332*).
2- «كارل كوللر Carl Koller»، طبيب عيون نمساوي.
3- «أوتو رانك Otto Rank»، محلل نفسي ومُحاضر نمساوي، ظل صديقًا لـ«فرويد» حتى إصدار كتاب «صدمة الميلاد The Trauma of Birth»، الذي بدا وكأنه يناهض به رؤية فرويد.
4- «إميلين» اسم فحوم من المجموعة الاتيلينية، و«بروبيلاين» بهو احتفالات في أثينا، ويوجد منه في ميونيخ (ص 37X، ص 307*).
5- «نورا» من «بيت الدمية» و«إكدال» من «البطة البرية».
6- «هنريك يوهان إبسن Henrik Johan Ibsen»، كاتب مسرحي من النرويج.
7- انظر أيضًا إلى بعض الكلمات المُبهمة: «Hearsing»، «Autodidasker»، «erzefilisch»، (من ص 311* إلى ص 315*).
المصادر والمراجع:
(*) فرويد، سيجموند، تفسير الأحلام، ترجمة: د. مصطفى صفوان، مراجعة: د. مصطفى زيور، دار المعارف، القاهرة، الطبعة السابعة، 2023.
(x) فرويد، سيجموند، الحلم وتأويله، ترجمة: جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الرابعة، 1982.
(-) فؤاد جلال، محمد، مبادئ التحليل النفسي، مؤسسة هنداوي، المملكة المتحدة، 2018.
*المصدر: التنويري.