هذا ما تبحث عنه مع إيناس الكيلاني “الموسم الثاني” لا تحمل كيس البطاطا
لا تحمل كيس البطاطا
[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/327441372″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]ذات يوم طلب أحد الأساتذة من طلاّبه أن يحضر كل منهم كيسًا نظيفًا، وعندما نفّذوا ما أمرهم به طالبهم بأن يضعوا في هذا الكيس ثمرة بطاطا عن كل ذكرى سيئة لا يريدون محوها من ذاكرتهم ، وأن يكتبوا على كل ثمر ة الموقف السيء وتاريخه .
وبالفعل قام الطلاب بعمل ما أمرهم به الاستاذ ، وأصبح لدى كل منهم كيس لا بأس به ، حينها طالبهم الأستاذ ألاّ يتركوا هذا الكيس أبدا ، فهو معهم في حلهم وترحالهم .
نعم .. هو معهم في غرفة النوم ، والسيارة ، والسوق والنادي !!
وما أتعس من يحملون كماً كبيرا من الذكريات المؤلمة ، ترجموها إلى حبّات بطاطا ، أرهق كاهلهم حملها بعدما تعبت منها نفوسهم !
إن عبء حمل هذا الكيس طيلة الوقت أوضح أمامهم العبء الروحي الذي يحملونه لذكراهم المؤلمة ، والثقل النفسيّ الذي تبعثه هذه الذكرى .
وصارت البطاطا عبئا ماديا ثقيلا فهم يهتمون بها طول الوقت خشية نسيانها في أماكن قد تسبب لهم الحرج ، وبطبيعة الحال تدهورت حالة البطاطا وأصبح لها رائحة كريهة مما جعل حملها شيئا ليس بلطيف .
فلم يمرّ وقت طويل حتّى كان كل واحد منهم قد قرر أن يتخلّص من كيس البطاطا بدلا من أن يحمله في كل مكان يذهب إليه .
إن النسيان نعمةٌ تستحق الشكر ، ودفن السيء من الذكريات هو أفضل ما يعيننا على العيش بسلام .
أمّا اجترار الاحزان واستعادة ذكرياتنا المؤلمة ، فإنه لا يفتؤ يؤرق عيشنا ، ويعمل عمله في هدم بنيان سعادتنا .