البرامج

برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة الحادية عشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة الحادي عشر من برنامج شذرات اخلاقية تقبلوا مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع
ان الثقة بالنفس هي ثقة الإنسان في صفاته وقدراته وتقييمه للأمور وإيمانه بأهدافه وقراراته أي الإيمان بذاته لما يريد ان يصل اليه بزرع روح العزيمة والتفائل لكي يتتغلب على هاجس الخوف .فخليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم..

يحكى ان .في قديم الزمان كان هناك إمبراطور يعيش في اليابان معروف عنه الشجاعة وقوة الشخصية والقيادة الرائعة، وكان معتاد قبل كل حرب يخوضها مع الجيش يقوم بجمع الجنود وبعد ذلك يلقي قطعة نقود صغيرة فإن جاءت صورة يقول للجنود ” حتماً سننتصر ” ولكن إن جاءت كتابة يقول لهم ” سنتعرض للهزيمة ” كانت هذه هي قواعد اللعبة، وكان الأمر العجيب أن هذا الرجل لم يظهر حظه يوماً واحداً كتابة، بل كانت القطعة دائماً تسقط علي الصورة فكان يصيح في الجنود بكل حماس ” سننتصر بالتأكيد ” فيقاتلون بحماس وشجاعه حتي يحققوا اعظم الانتصارات.
مرت سنوات والجيش يحقق انتصار تلو الآخر ولا احد يعلم سر هذه القطعة النقدية العجيبة، تقدم العمر بالامبراطور العظيم وجاءت لحظاته الأخيرة علي فراش الموت فدخل عليه ابنه ولي العهد الذي سيصبح الامبراطور من بعده، اقترب منه وهمس له : ” يا أبي، اريد أن تعطيني تلك القطعة النقدية حتي اواصل الانتصارات العظيمة من بعدك لأنني خائف كثيراً من الفشل “، ابتسم الامبراطور وأخرج من جيبه القطعة النقدية وأعطاها إلي الابن، فنظر الإبن اليها فوجد الوجه الأولي صورة فقلبها لتصيبه مفاجأة مذهلة، فكان الوجة الآخر للعملة صورة أيضاً، انزعج الولد وصاح في غضب : ” كيف تخدع الناس طوال هذه السنوات يا ابي ؟ ماذا أقول لهم الآن ؟ أقول لهم أن أبي مخادع ؟ فرد الامبراطور في بساطة : أنا لم اخدع احداً يا بني، هذه هي الحياة عندما تخوض المعركة يكون لك خياران، الخيار الأول هو الانتصار والخيار الثاني هو الانتصار ايضاً، الهزيمة تتحقق فقط إن فكرت بها وآمنت بها وأصابك الخوف والرهبة من الوقوع فيها، ولكن النصر يتحقق إن وثقت بقدراتك وقدرتك علي تحقيقه، فنحن لا نتغلب على هموم الحياة بالحظ فقط، ولكن بالثقة بالله والارادة والعزيمة .

امر الله سبحانه وتعالى العبدَ بالتوكلِ عليه وحده، فالتوكل على الله عز وجل هو سِمةُ العبد الصادق والتوكل هو صدق اعتماد قلب المسلم على الله سبحانه في استجلاب المصالح، ودفع الضرر من أمور الدنيا والآخرة، وتسليمه كل أموره للخالقِ الواحد، المتصرف بجميعِ أمورهِ، والمدبر الوحيد لأحوالهِ، صغيرها وكبيرها احبتي المستمعين خليكم وياي نستمع لقصتنا لهذا اليوم……..

كان هناك امرأة ارملة تسكن على شاطئ البحر وكانت تصنع كل يوم عجينة حمراء تستخدم في سد التصدعات والشقوق في مراكب الصيادين والتجار مقابل دينار تبتاع به طعاما لصغارها وتحمد الله.
وذات يوم صنعت العجينة وذهبت بها الى الشاطئ كالمعتاد واذ بطائر يخطف العجينة ويطير بعيدا وظلت المرأة تبكي وتنوح وتتذمر علي الله وتندب حظها وحظ صغارها وتقول لماذا يارب صغاري سيموتون لا املك الا هذه العجينه لماذا يارب لماذا؟؟
واسرعت الى حكيم القرية وقالت له اريد ان اسألك سؤال فقال لها: اسألي فقالت : لماذا الله ظالم هكذا ؟
نظر اليها الحكيم بابتسامة عذبة وقال: انتي لا تعرفين حكمة الله ولا تدبيره وترتيبه للامور كل ما اود قوله لكي الله ليس بظالم الله يحبك اكثر مما تتخيلين وحنون اكثر مما تتخيلين.
واذ بطرق شديد على الباب ودخل عشرة اشخاص يهللون ويصيحون ويحمدون الله يا حكيم يا حكيم لقد نجانا الله من موت محقق.
فقال قصوا عليّ ما حدث فتكلم احدهم نحن عشر تجار وكنا اليوم نستقل مركبنا التجاري وفي عرض البحر تصدع المركب وبدأ الماء يتسرب الي داخله فكدنا نغرق وصرخنا الى الله انقذنا يارب وسنعطي كل واحد منا مئة دينار للفقراء والمساكين.
ونفاجأ بطائر يحمل بيده عجينة حمراء التي تعالج تصدعات المراكب والقاها علينا في هدوء ونجونا وها هي الالف دينار من كل واحد منا مئة دينار اعطها للفقراء.

ومضوا… فنظر الحكيم للمرأة مبتسما وقال: تفضلي الله لقد بعث لك الطائر سبب وعوضك با لعجينة بالف دينار بدلا من دينار خذي الالف دينار واذهبي اطعمي صغارك.
وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق