البرامجفلنرتقي

فلنرتقي مع نور الهدى الذكواني – المبادرة

تحية طيبة مستميعينا عبر أثير راديو النجاح تونس – بنزرت أنا معكم نور الهدى الذكواني في برنامج فلنرتقي حلقتنا لهذا الأسبوع حول موضوع المبادرة  فلنرتقي للفرد و المجتمع .

[soundcloud url=”https://api.soundcloud.com/tracks/336568566″ params=”color=ff5500&auto_play=false&hide_related=false&show_comments=true&show_user=true&show_reposts=false” width=”100%” height=”166″ iframe=”true” /]

من أسرار النجاح : تنمية روح المبادرة

المبادرة لفظٌ جميل، ومعنى عظيم توحي بالجديةَّ، وتشعر بالعزيمة، وتنبئ عن علوّ همة تدعو إلى الإسهام في مجالات الخير كلها.

ويمكن للمبادرة أن تكون إيجابية أو سلبية، وذلك بحسب الهدف منه، فالذي بادر لعمل المصباح الكهربائي مثلا قد بادر مبادرة إيجابية، أما الذي اخترع القنبلة الذرية، فقد بادر مبادرة سلبية، ولذلك فحينما نتحدث في هذا الكتاب عن المبادرة فإننا نقصد بلا شك المبادرة الإيجابية، ولذلك فيمكننا إضافة كلمة مفيد إلى تعريف المبادرة ليكون التعريف الجديد للمبادرة بأنه “الإسراع إلى فعل شيء مفيد بهدف التغيير”.

*المبادرة هدفها التغيير، سواء كان هذا التغيير صغيرا أو كبيرا، محدودا أو واسعا، في أي مجال نافع كان، فالذي يبادر مبادرة معينة، قد لاحظ نقصا ما أو أراد تطوير شيء ما أو خطر بباله عمل شيء جديد ليغير من شيء ما في مجال ما.

ثانيا: أهمية المبادرة:

لماذا نريد من الناس أن يبادروا، بل والسؤال الأهم، لماذا نريد من المسلمين أن يبادروا؟ هناك أهمية كبيرة للمبادرة وسنقف على بعض النقاط التي تبين أهمية المبادرة.

1- تساهم المبادرات في نهضة الأمة الإسلامية، ولا شك بأن هذا الأمر من الأمور المطلوبة، فالأمة تنهض بالمبادرات المفيدة لأن المبادرات تساهم بالتقدم في المجالات المختلفة وبالتالي تساهم في التنافس في مرحلة ما مع الدول الأخرى وفي مرحلة أخرى يمكنها التفوق عليها إذا اهتمت بهذه المبادرات أكثر.

2- تساهم المبادرات كذلك بالاهتمام بالعلم بشتى أنواعها، فالمبادر حريص على تقديم مبادرة جديدة وهذا يتطلب منه القراءة والبحث إذا أراد لمبادرته أن تكون ذات أثر وفعالية، وهذا بلا شك يسهم في زيادة العلماء في مختلف المجالات الشرعية منها والحياتية.

3- تساهم المبادرات في إبراز القدوات المسلمة في مختلف المجالات، ودعونا نتأمل في أغلب العلوم، نجد بأن معظم القدوات أو الشخصيات البارزة برزت نتيجة لمبادرات قدموها في مجالهم.

4-المبادرات سبب كذلك للتنمية والتطوير، فباستمرار المبادرات تتقدم العلوم المختلفة، فهذا يقدم مبادرة في مجال معين، ويأتي آخر فيقدم مبادرة أخرى يطور فيها الشيء الأول وهكذا تستمر العجلة بالدوران.

5- تسهم المبادرات في القضاء على وقت الفراغ، فالأمة المبادرة لا توجد بها وقت فراغ، فالكل يعمل والكل يبادر ونتيجة لذلك تقل الجرائم وتقل البطالة لأن الكل يعمل وينتج.

6- المبادرات تزيد إنتاجية المجتمع وهذه نتيجة طبيعية للنقطة السابقة والتي ذكرنا فيها بأن الكل يعمل.

7- وأيضا يزيد الإبداع لدى الأمة المبادرة، ويزيد مستوى التفكير الإبداعي لدى الأفراد.

8- تسهم المبادرات كذلك في حل المشكلات، وأنا أتصور شخصيا بأن كثيرا من المبادرات تأتي لحل مشكلة معينة موجودة في مجال ما، وبالتالي كلما زادت المبادرات قلت المشاكل.

9- أما على المستوى الشخصي، فكل ما ذكرناه من نقاط ينطبق كذلك على المستوى الشخصي، فالشخص المبادر ينتج ويبدع بل لا يكاد يكون لديه وقت فراغ ويساهم في حل المشكلات وغيرها من الأمور التي ذكرناها.

10- وأخيرا تكمن أهمية المبادرة بأننا نطبّق أوامر الله تعالى وأوامر رسوله بالمبادرة، فالله تعالى يأمرنا في كتابه بالمسارعة والمسابقة “وسارعوا”، “سابقوا” وهذه الكلمات كلها تدل على المبادرة، وجاء أيضا في حديث صريح للنبي صلى الله عليه وسلم “بادروا بالأعمال” رواه مسلم.

كيف نكسب روح المبادرة: –

  1. كن عملياً :

حيث تطبق المقولة (نعم للأعمال لا للأقوال وعليه نصل إلى أن كل عمل لا بد من وجود المبادرة فيه وكل رزق له سبب.

  1. امتلاك روح العزم والجد :

حيث أن لا خير في عزم دون حزم، فإن كنت تريد المجد يجب أن تكون جادا وعليكم أن ترفضوا اللهو وتطلبوا الإجتهاد.

  1. استيعاب المتغيرات :

حيث أن المبادرة تغير الظروف ” بادر بأربعة قبل أربعة، بادر بالشباب قبل الشيخوخة وبالصحة قبل المرض وبالغنى قبل الفقر وبحياتك قبل مماتك”.

  1. الحماس :

وتكون بتحدي الموانع وبذل الجهد حيث أن الحياة ليست مفروشة بالياسمين، وبعض الناس بسبب وجود الموانع يحبطون ثم بالتالي يفشلون.

  1. الفاعلية:

وهي السعي والتحرّك وإلغاء التبرير ومقاومة الشهوات ومواجهة الصعوبات والمثابرة والإستقامة، والمداومة قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ” إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ” ، وقال صلوات الله عليه وآله : ” قليل يُداوم عليه أحسن من كثير مملول منه “.

وإذا شعرنا بانعدام روح المبادرة في قلوبنا علينا أن نسرع في علاج هذه الآفة قبل فوات الأوان ، ولا يكون العلاج إلا إذا عرفنا أسباب انعدام روح المبادرة ، فكما يقولون ” إذا عُرف السبب بطل العجب “:

 

ما هي أسباب انعدام المبادرة: –

  1. عدم فهم السنن الكونية وقوانين من قصّر بالعمل حيث يبتلى بالهم.
  2. فقدان الثقة بالنفس مع وجود طاقات وكأن الله انعم على غيرهم ولم ينعم عليهم
  3. الخوف من الفشل فيترددون وبذلك يضيعون، والحل يكون بالتوكل على الله فيتغلب على الفشل
  4. عدم اقتناص الفرص، حيث أن الفرصة تمر مر السحاب “الفرصة سريعة الفوت بطيئة العودة”
  5. انعدام روح المسؤولية حيث قال تعالى ” وقفوهم إنهم مسئولون”

       وللمبادرات فوائد كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أنها تسهم في القضاء على وقت الفراغ، فالأمة المبادرة لا يوجد لديها وقت فراغ، فالكل يعمل والكل يبادر ونتيجة لذلك تقل الجرائم وتقل البطالة لأن الكل يعمل وينتج كما أنها تزيد إنتاجية المجتمع وهذه نتيجة طبيعية للنقطة السابقة والتي ذكرنا فيها أن الكل يعمل. وأيضا تزيد الإبداع لدى الأمة المبادرة، وتزيد مستوى التفكير الإبداعي لدى الأفراد.

وتسهم المبادرات كذلك في حل المشكلات، حيث إن كثيرا من المبادرات تأتي لحل مشكلة معينة موجودة في مجال ما، وبالتالي كلما زادت المبادرات قلت المشاكل.

وتعتبر المبادرة من أهم مبادئ وأسس الحياة الفعالة وصناعة النجاح ومن أهم ما يجب أن يتعلمه ويتربى عليه المرء. من أكبر المشكلات التي تعانيها مجتمعاتنا عدم المبادرة أو ضعفها في كثير من المجالات، حتى أمست معضلةً متجذّرة في الذات الإنسانية تعيقها عن تحقيق الطموحات التي تتطلع إليها بفعل الشحنات السلبية التي تملؤها. هذه ليست ثقافتنا في الأصلِ كشعوبٍ استمدّت من الإسلامِ جذوةَ هممها، ويقين إيمانها، وأسس منطلقاتها، وخالص دروسها.. ليست ثقافتنا بالتأكيد.

إن توعية المجتمع بأهمية الوقت وطرق استغلاله وتحسين إداراته ومهارات تنظيمه عبر مجموعة متنوعة من الأفكار والأنشطة والبرامج التسويقية والتدريبية وجعل إنسان يقدر قيمة الوقت ويمتلك المهارات اللازمة لإدارة وقته بفاعلية وشغل أوقات فراغ العديد من فئات المجتمع بأنشطة وبرامج هادفة وإثراء المحتوى الرقمى العربى على الإنترنت بمحتويات إيجابية هي من الأمور المبادرة.

وكذلك فتح المجال أمام الشباب لنشر الفكرة عن طريق المساهمة بتصميم يساعد فى نشر الفكرة أو من الممكن تطبيقها ونشاهد الكثير من الشباب في عالمنا العربي يبادر ويبتكر. واستطاع البعض المنافسة للوصول الى العالمية. وأصبحت مبادراتهم يشار اليها بالبنان لنعمل جميعاً على دعم روح المبادرة في مجتمعنا ونشر ثقافتها. وفقنا الله لخدمة هذا الوطن وامتنا العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق