البرامج

برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة العاشرة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة العاشرة من برنامج شذرات اخلاقية تقبلوا مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع.
للذنوب آثار وخيمة على الفرد والمجتمع، فما نزل بلاء، ولا منع عطاء إلا بذنب، وما حلّ قحط إلا بذنب، ولا وقعت نكبة إلا بذنب، ولا خيم ذل على أمة من الأمم الا بذنب لكن هناك من هو واسع الرحمة والمعغفرة يذهب بالحسنة السيئة ولو كانت بثق الجبال و يغفر لمن يشاء بغير حساب. فخليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم….

قال الملك العظيم للكاهن الشيخ: “أنت تقول أنَّ الإنسان لو عمل خطايا كبيرة وتاب عنها وطلب الغفران من الله فإنه يدخله الجنة… وأن الذي يرتكب ولو ذنباً صغيراً لا يتوب عنه ينزل به إلى النار. فهل هذا عدل؟ أليس الذنب الواحد أخف من الذنوب الكثيرة؟
فقال الكاهن الشيخ. للملك “لو مسكت حجراً صغيراً ووضعته فوق سطح الماء فهل يبقى على السطح أم يغرق؟” أجاب الملك: “يغرق” واستمر الكاهن: “ولو جئت بسفينة ووضعت فيها مئات الصخور الكبيرة فهل تغرق الحجارة؟” قال الملك “لا تغرق.
فقال الكاهن :إذن جميع هذه الصخور أخف من الحجر الصغير؟” فلم يعرف الملك بماذا يُجيب…
فشرح له الكاهن: “هكذا يكون مع البشر أيها الملك العظيم. فحتى لو كان الإنسان مُثقلاً بالخطايا فإنه لا يذهب إلى جهنم إذا اتكل على الله وسأل الصفح والتوبة. أما الإنسان الذي يفعل الشر ولو مرة واحدة ولكنه لا يطلب الغفران والرحمة من الله فإنه يهلك ويعذب .

عندما نستمع الى حديث او محاضرة عن الرحمة التي انزلها الرحمن في قلوب عباده ينتابنا احساس يتجرد من كل انانية وقسوة ليسمو في اعالي الروح كانه قريب من الرحمن.
فالرحمة اجمل واجل صفة استودعها الله في كثير من القلوب المفعمة بالايمان فهي دواء لاقوياء القلوب حيث تقربهم وتكمل لهم صفات متداخلة هم بالاحرى بعيدون عنها لشدة قساوتهم فما فائدة معاملة الناس بدون رحمة ولاي سبب غير ضعف الايمان لديهم. خليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم…..

كان في قديم الزمان. رجل تقي متعبد، كثير الصلوات والصيام، وكان كثير الكرم معروفاً لدى الجميع و محترماً من الجميع. وفي أحد الأيام زاره رجل فقير جائع وطلب منه طعاماً. فآواه وجلب له الأكل و الشراب.
وبينما كان الفقير يأكل أخذ الغنيّ يُعطيه درساً في الأخلاق و التقوى و محبة الله؛ فقال الفقير: “دعني من هذا الكلام فأنا لا أحب الله لأنه لم يكن عادلاً معي، فقد أبقاني شحاداً طوال عمري”؛ وأخذ يشتم ويجدف على الله سبحانه وتعالى. فما كان من الغني إلا أن رفع الأكل من أمامه وشتمه و ضربه وطرده من البيت.
وفي الليل جاء في منام الرجل الغني ملك من السماء وقال له: “لماذا طردتَ الفقير من بيتك؟” فأجاب الغني: ” لقد جدّف على اسم الله وهيبته، وأنا دافعتُ عنه وطردتُه”. فقال له الملك”: “ومَنْ طلب منك ان تفعل هذا؟ هذا عمل يبغض الله ورسوله ان تطرد فقير من بيتك. فأن الله منذ خمسين سنة وهويحب هذا الشحاد يرزقه ويطعمه ويعتني به رغم أنه يستمر في شتمه… أما أنت فلم تتحمله مدّة ساعة واحدة واستيقظ الغني من منامه واخذ يرمي باللوم على نفسه بما فعله بذلك الفقير المسكين مستغفرا الله على ذلك.

وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق