البرامج

برنامج شذرات اخلاقية / الحلقة الخامسة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وحياكم الله مستمعينا الاكارم في راديو النجاح-العراق .مع الحلقة الخامسة من برنامج شذرات اخلاقية تقبلو مني اجمل التحايا وازكى التقدير.معكم في الاعداد والتقديم عدي الحريشاوي اتمنى لكم طيب الاستماع .

أحياناً عندما نثق اكثر في من نحب، نطمئن على أنفسنا وعلى حياتنا بين أيديهم أكثر من إطمئناننا لو كانت حياتنا بين أيدينا نحن، إمسك بيد من تحب قبل ان تنتظر منهم أن يمسكوا هم بيدك .فخليكم وياي احبتي المستمعين نستمع لقصتنا لهذا اليوم….

يحكي أن في يوم من الأيام كان هناك طفلة صغيرة تسافر مع والدها عبر الغابة الواسعة، وبينما كان الأب وإبنته الصغيرة فوق احد الجسور في الغابة، خاف الأب الحنون علي إبنته من السقوط فإلتفت لها وقال : يا إبنتي الحبيبة، إمسكي بيدي جيداً حتي لا تقعي في النهر، حينها نظرت له الطفلة وقالت دون تردد : لا يا أبي أمسك أنت بيدي أفضل .
تعجب الأب من إجابة طفلته وسألها : وهل هناك فرق بين أن أمسك أنا بيدك أو تمسكي أنتي بيدي ؟ فجاء جواب الفتاة سريعاً : نعم يا أبي هناك فرق، فلو أمسكت أنا بيدك قد لا أستطيع التماسك وتنفلت يدي فأسقط في النهر، ولكن إن أمسكت أنت بيدي فلن تدعها تنفلت منك أبدا.ً .

الصديق وقت الضيق ..ويقال ايضا الاخ اخ الجسد والصديق شريك الروح.اذا صديقي هو روحي ونفسي كلها. بل مستودع سري ومفرج همومي لما يعرفه عني ويقدر ماوهبته اياه من ثقه وامان يحبني –يحترمني-يقدرني ويحرص على راحتي ويتجنب ايذائيي . فخليكم وياي احبتي المستمعين نستخلص المعنى من القصة التالية……

يحكى ان كان هناك شاب ثري لديه الكثير من الأموال والمشاريع الضخمة، وكان والده يعمل بتجارة المجوهرات والياقوت والاحجار الكريمة، وكان هذا الشاب كريماً جداً ويحب الناس وخاصة اصدقائة ويؤثرهم علي نفسه وأقرب المقربين إليه، وكانوا هم أيضاً يحبونه بشده ويحترمونه بشكل لا مثيل له. .
دارت الأيام ومات الأب وأصاب العائلة الفقر الشديد، وانتهت جميع المشاريع والاعمال، وعاش الشاب اياماً صعبة من الفقر والاحتياج فأخذ يبحث عن اصدقاء الماضي، فعلم أن اعز صديق له كان من أقرب اصدقائه إليه وكان يكرمه دائماً قد أصبح ثرياً بشكل لا يوصف وأصبح من اصحاب القصور الفخمة والاملاك. .
اتجة الشاب إلي صديقه عسى أن يجد لديه عملاً او سبيلاً لإصلاح حاله، وعندما وصل إلى باب القصر.
استقبل الشاب الخدم والحشم، فأخبرهم أنه صديق صاحب الدار وأن بينهما مودة وصداقة لسنوات طويلة، ذهب الخدم وأخبروا الصديق عن وجود صديقة بانتظاره، فنظر الرجل من خلف الستار فرأي شخصاً رث الثياب تبدو عليه ملامح الفقر والاحتياج، فلم يرض بلقائة وأخبر الخدم أن يقولوا له أن صاحب الدار مشغول ولا يمكنه استقبال أحد الآن.
عندما وصل الكلام إلى الشاب أصاب الألم والحزن قلبه، وهو لا يصدق أن صديق عمره قد تغير ورفض مساعدته، كيف يمكن ان تموت المروءة في الانسان لهذه الدرجة، سار الرجل مبتعداً عن القصر وفي طريقة صادف ثلاثة رجال تبدو عليهم الحيرة، فسألهم إن كانوا بحاجة إلي شئ ما، فقالوا له انهم يبحثون عن رجل يدعي فلان بن فلان، كان الاسم الذي ذكروه هو اسم نفس الشاب، فأخبرهم الشاب أنه هو من يبحثون عنه وأن والده قد مات منذ زمن، فحزن الرجال لموت والده وأخبروه أن والده قد ترك لديهم امانة وأخرجوا من جيوبهم اكياساً مليئة بالاموال والمجوهرات والياقوت والمرجان.
وقف الشاب تملئة الدهشة غير مصدق ما يحدث، المهم أخذ الكيس وسار في طريقة وهو يفكر لمن سوف يبيع كل هذه المجوهرات، مضي في طريقة وبعد مسافة قصيرة قابل امرأة عجوز يبدو عليها الثراء، استوقفته المرأة وسألته : يا بني هل تدلني على مكان أشتري منه مجوهرات، صرخ الشاب سعيداً في حماس أنه لدي كل انواع المجوهرات التي تريدها، وهكذا باع لها الشاب كل ما يملك وحصل على الكثير من الاموال .. وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر واستمر الشاب بالتجارة من هذه الاموال وتحسن حاله بشكل رائع، فتذكر حينها صديقة الذي رفض مساعدته ولم يؤدي حق الصداقة، فبعث له بيتين من الشعر :

صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم *** يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا يجلونني منذ كنت رب غنى ** وحين أفلست عدوني من الجهل

فعندما قرأ الصديق هذه الابيات، بعث إليه ورقة أخرى بها ثلاثة أبيات تقول
أما الثلاثة قد وافوك من قبلي *** ولم تكن سببا إلا من الحيل

أما من ابتاعت المرجان والدتي *** وأنت أنت أخي بل منتهى أملي
وما طردناك من بخل ومن قلل *** لكن عليك خشينا وقفة الخجل

وفي الختام احبتي شكرا لكم لكرم الاصغاء والاستماع في أمان لله ورعايته……

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق